صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

حديث : الطهور شطر الإيمان Empty03.11.21 19:37

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 1 )
عضو vip
عضو vip

مى هلال

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 2742
نقاط : 60296
حديث : الطهور شطر الإيمان 163664646572351
مُساهمةموضوع: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان

متن الحديث
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ،
والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها )
رواه مسلم .

الشرح

كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في قومه ما أوتيه من الفصاحة والبلاغة في كلامه ؛
فعلى الرغم من كونه أميا لا يحسن القراءة و الكتابة ، إلا أنه أعجز الفصحاء ببلاغته ،
ومن أبرز سمات هذا الإعجاز ما عُرف به من جوامع الكلم ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يرشد أمته ويوجهها بألفاظ قليلة ،
تحمل في طيّاتها العديد من المعاني ، ولم تكن هذه الألفاظ متكلفة أو صعبة ، بل كانت سهلة ميسورة على جميع فئات الناس .
وها نحن أيها القاريء الكريم ، نتناول أحد جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم ،
فإن هذا الحديث قد اشتمل على العديد من التوجيهات الرائعة ، والعظات السامية ،
تدعوا كل من آمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، أن يتمسك بها ، ويعمل بمقتضاها .
وأول ما ابتدأ به النبي صلى الله عليه وسلم وصيّته هو الطهور ،
والطهور شرط الصلاة ، ومفتاح من مفاتيح أبواب الجنان ، ويقصد به الفعل الشرعي الذي يزيل الخبث ويرفع الحدث ،
ولا تصح الصلاة إلا به ، ويشمل أيضا تطهير الثياب والبدن والمكان .

وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم :
( الطهور شطر الإيمان ) على أقوال، منها :
أن الإيمان الحقيقي يشمل طهارة الباطن والظاهر ، والوضوء يطهّر الظاهر ، وهذا يدل على أن الوضوء شطر الإيمان ،
واستشهدوا بالحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده ، حتى تخرج من تحت أظفاره ) ،
وقالوا أيضا : الطهارة هي شطر الصلاة ؛ لأن الصلاة لا تصح إلا بطهور ، ومستند هذا القول أن المقصود بقوله في الحديث :
( شطر الإيمان ) هو : الصلاة ، ونظير ذلك قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } ( البقرة : 143 ) ،
أي : صلاتكم ، ومما قالوه أيضا : أن الطهور شطر الإيمان ؛ لأن الطهارة تُكفر صغائر الذنوب ،
بينما الإيمان يكفر الكبائر ، فصار شطر الإيمان بهذا الاعتبار ،
ولعل من الملاحظ أن هذه الأقوال متقاربة ، وكلها تصب في ذات المعنى .

ثم انتقل الحديث إلى الترغيب في ذكر الله عزوجل ، فقال :
( والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن - تملأ - ما بين السماوات والأرض ) ،
وهذا يبين عظيم الأجر المترتب على هذه الكلمات الطيبات ، فالحمد لله تملأ الميزان يوم القيامة ؛
وذلك لما اشتملت عليه من الثناء على الله سبحانه وتعالى والتبجيل له ؛ لذلك يستحب للعبد إذا دعا أن يقدم بين يديه الثناء الجميل ،
مما يكون أدعى لقبول دعائه ، ثم إن الحمد والتسبيح يملآن ما بين السماء والأرض - بنص الحديث - ؛ والسرّ في ذلك :
ما اجتمع فيهما من التنزيه للذات الإلهية ، والثناء عليها ، وما يقتضيه ذلك من الافتقار إلى الله ؛
وهذا ما جعل هاتين الكلمتين حبيبتين إلى الرحمن ، كما جاء في حديث آخر .

وأما الصلاة ، فقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور ،
وإذا كان الناس يستعينون على الظلمة بالنور ، كي تتضح لهم معالم الطريق ، ويهتدوا إلى وجهتهم ،
فذلك شأن الصلاة أيضا ، فهي نور الهداية الذي يلتمسه العبد ؛ حيث تمنع الصلاة صاحبها من المعاصي ، وتنهاه عن المنكر ،
كما قال تعالى في كتابه : { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } ( العنكبوت : 45 ) ،
ويقوى هذا النور حتى يُرى أثره على وجه صاحبه ،
قال الله تعالى : { سيماهم في وجوههم من أثر السجود } ( الفتح : 29 ) ،
ولن تكون الصلاة نورا لصاحبها في الدنيا فحسب ، بل يشمل ذلك الدار الآخرة ،
كما قال عليه الصلاة والسلام : ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد ، بالنور التام يوم القيامة )
رواه الترمذي .

وإذا كانت الصلاة من مظاهر العبودية البدنية ، فإن الصدقة تعد عبادة مالية ، يزكّي بها المسلم ماله ،
ويطهّر بها روحه من بخلها وحرصها على المال ،
لاسيما وأن النفوس قد جبلت على محبّة المال والحرص على جمعه ،
كما قال الله عزوجل في كتابه : { وتحبون المال حبا جما } ( الفجر : 20 ) .



ومن محاسن هذه العبادة - أي الصدقة - أن نفعها متعد إلى الغير ،
إذ بها تُسدّ حاجة الفقير وتُشبع جوعته ، ويكفل بها اليتيم ،
وغير ذلك من مظاهر تلاحم لبنات المجتمع المسلم ؛ الأمر الذي جعل هذه العبادة من أحب الأعمال إلى الله تعالى ،
وبرهانا ساطعا على إيمان صاحبها ، وصدق يقينه بربّه .



ولنقف قليلا مع قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث :
( والصبر ضياء ) ، لنستوضح دقة هذا التعبير النبوي وروعته ،
فإنه صلى الله عليه وسلم قد وصف الصبر بالضياء ، والضياء في حقيقته :
النور الذي يصاحبه شيء من الحرارة والإحراق ، بعكس النور الذي يكون فيه الإشراق من غير هذه الحرارة ،
ويوضّح هذا المعنى قوله تعالى : { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا } ( يونس : 5 ) ،
فالشمس ضياء لأنها مشتملة على النور والحرارة والإحراق ، أما القمر فهو نور ،
وإذا عدنا إلى قوله صلى الله عليه وسلم : ( والصبر ضياء )
أدركنا أن الصبر لابد أن يصاحبه شيء من المعاناة والمشقة ، وأن فيه نوعاً من المكابدة للصعاب ،
فلا ينبغي للمسلم أن يعجزه ذلك أو يفتّ من عزيمته ، ولكن ليستعن بالله عزوجل ،
ويحسن التوكل عليه ، حتى تمرّ المحنة ، وتنكشف الغمّة .



ثم ينتقل بنا المطاف إلى الحديث عن القرآن الكريم ، فإن الله عزوجل أنزل كتابه ليكون منهاجا للمؤمنين وإماما لهم ،
يبيّن لهم معالم هذا الدين ، ويوضّح لهم أحكامه ،
ويأمرهم بكل فضيلة وينهاهم عن كل رذيلة ، فانقسم الناس نحوه إلى فريقين : فريق عمل بما فيه ،
ووقف عند حدوده ، وتلاه حق تلاوته ، وجعله أنيسه في خلوته ،
فذلك السعيد به يوم القيامة ، وفريق لم ينتفع به ، بل هجر قراءته ، وانحرف عن دربه ولم يعمل بأحكامه ،
فإن هؤلاء يكون القرآن خصيما لهم يوم القيامة ،
وبين هذا الفريق وذاك يقول الله عزوجل واصفا إياهما :
{ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } ( الإسراء : 82 ).



ثم يتوّج النبي صلى الله عليه وسلم كلامه بوصية رائعة ، يحدد فيها أحوال الناس وطبائعهم ،
إذ الناس سائرون في خضم هذه الحياة ، يغدون ويروحون ، يكدحون في تحقيق مآربهم وطموحاتهم ،
والذي يفرُق بينهم : الهدف الذي يعيشون لأجله ،
فمنهم من سعى إلى فكاك نفسه وعتقها من نار جهنم ، فباع نفسه لله تعالى ،
ومنهم من جعل همّه الحصول على لذات الدنيا الفانية ، وشهواتها الزائلة ،
فأهلك نفسه وباعها بثمن بخس ، قال الله عزوجل :
{ ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها } ( الشمس : 7 – 10 ) ،
فمن زكّى نفسه ، فقد باعها لله واشترى بها الجنة ، ومن دسّ نفسه في المعاصي ،
فقد خاب وخسر ، وكتبت عليه الشقاوة في الدنيا والآخرة ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته ، ويكرمنا بدخول جنته .

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: مى هلال


توقيع : مى هلال




حديث : الطهور شطر الإيمان Empty04.11.21 2:36

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 2 )
..
..

احمد العراقي

إحصائيةالعضو

حديث : الطهور شطر الإيمان 3dflag18
ذكر
العمر : 29
عدد المساهمات : 13027
نقاط : 120674
حديث : الطهور شطر الإيمان 510
مُساهمةموضوع: رد: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان



تسلم الايادي
دام تواصلكم نحو الافضل
ودي قبل ردي

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: احمد العراقي


توقيع : احمد العراقي




حديث : الطهور شطر الإيمان Empty04.11.21 3:58

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 3 )
عضو فعال
عضو فعال

عبير الليل

إحصائيةالعضو

الجزائر
انثى
عدد المساهمات : 318
نقاط : 26406
مُساهمةموضوع: رد: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان


يعطيكك العافيهه ع روعةة الطرح
لاعدمنا وجووودكك و جديدكك
ودي لكك
Cool

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: عبير الليل


توقيع : عبير الليل




حديث : الطهور شطر الإيمان Empty23.11.21 5:11

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 4 )
عضو متالق
عضو متالق

البرنسيسة

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 918
نقاط : 64006
مُساهمةموضوع: رد: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان


سلمت ع الانتقاء
لاحرمنا نشاطك وتواجدك
دمت بكل سعاده

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: البرنسيسة


توقيع : البرنسيسة




حديث : الطهور شطر الإيمان Empty31.01.22 22:20

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 5 )
المراقبة العامه
المراقبة العامه

أفروديت

إحصائيةالعضو

انثى
عدد المساهمات : 2269
نقاط : 75099
حديث : الطهور شطر الإيمان 15364010
مُساهمةموضوع: رد: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان


عاشت
الايادي المبدعه
شكرا للجهود المميزه

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: أفروديت


توقيع : أفروديت




حديث : الطهور شطر الإيمان Empty05.06.22 20:54

حديث : الطهور شطر الإيمان

رقم المشاركة : ( 6 )
عضو vip
عضو vip

سام الشوق

إحصائيةالعضو

ذكر
عدد المساهمات : 4484
نقاط : 108820
مُساهمةموضوع: رد: حديث : الطهور شطر الإيمان


حديث : الطهور شطر الإيمان


جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

الموضوع الأصلي : حديث : الطهور شطر الإيمان // المصدر : منتديات همسات المطر //الكاتب: سام الشوق


توقيع : سام الشوق




صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

**

الــرد الســـريـع




**َ

 مواضيع مماثلة

-
» مسلسل Faith / الإيمان
» حديث عن الشجرة - أقوال الرسول عن الشجرة والزراعة - حديث شريف عن الشجرة
» احاديث عن القطط - حديث الرسول عن القطط - حديث تحريم قتل القطط
» حديث عن الماء - احاديث عن اهمية الماء - حديث عن نعمة الماء
» شرح حديث رفع الأمانة