قد نزرع حبة قمح في أي أرض ، ولانمنحها العناية الكافية فتأتي الريح فتحملها بعيدا فتضيع هباء وقد نهتم بها فنغرسها في تربة صالحة ونتعهدها بالسقي والعناية ونعرضها لحياة الضوء، فتنبت وتتضاعف وتنمو وتثمر .... وهكذا هي الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة الباسقة حين تغرسها في القلوب.... تتفرع وتثمر محبة ، ويتحقق في ذلك قوله تعالى :" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ".
فلنرى المعنى الذي ترمز إليه الكلمة الطيبة .... بما يقابلها في صفات الشجرة التي أشبهت بها : فالشجرة وصفت بالطيبة ، فهي طيبة المنظر ... طيبة الرائحة ... طيبة الثمر ووصفت بأنها راسخة الجذور في الأرض لاتتزعزع ولا تنال منها الرياح وبأن فروعها امتدت وتصاعدت وارتفعت في شموخ عن التراب ... وأخيراً وصفت بأنها شجرة معطاء .. ثمرها دائم تجود في كل حين
هكذا هي الكلمة الطيبة : طيبة الوقع على القلوب جميلة التأثير في النفوس يمتد أثرها وتعم منفعتها .... كلمة أصلها مغروس في تربة الإيمان فهو قوي متين وثمرها متجدد ينفع الناس وفروعها تعلو وترتفع تعلو عن الكلام المؤذي الضار الهادم لأنها نمت في ارض صالحة فتعالت وعم خيرها وارتوت من منبع صافي ذلك هو كتاب الله وسنة نبيه فهي كلمة تبني وتعمّر وتُحيي
فلنكن كالشجرة الطيبة طيبة الكلمة ، تهدي بها إلى الخير ولنترك أجمل الأثر في النفوس