التنمر هو فعل متكرر لإهانة الناس وإلحاق الأذى بهم عقلياً وجسدياً. إلى جانب استخدام العدوان الجسدي مثل الضرب والركل والصفع وغير ذلك، فإن التنمر يتكون أيضاً من الإساءات اللفظية والتهديد واللجوء إلى الابتزاز لتخويف الآخرين. يمكن القيام بذلك وجهاً لوجه أو يمكن أيضاً اللجوء إلى الإنترنت، والذي يُعرف بالتنمر عبر الإنترنت.
غالباً ما يكون الطفل المتنمر هو مرتكب جميع الأفعال السلبية المذكورة أعلاه. والمتنمرون مكروهون ومحتقرون، لكنهم أيضاً يتمتعون بشعبية كبيرة كما يظهر في الأفلام ودراما المراهقين. فما هو نوع التأثير الذي يحدثه التنمر على أطفالنا والآثار المتبقية له؟، ومن المهم أيضاً فهم علم النفس للسبب وراء التنمر في المقام الأول. فلا أحد يولد متنمراً، تماماً كما لم يولد أحد لصّاً. هناك الكثير من العوامل التي تدخل في تكوين شخص ما، وبالتالي، دعونا نحاول اكتشاف أسباب كون المتنمر متنمراً، كما يشرحها الأطباء والمتخصصون.
لماذا يتنمر الأطفال والمراهقون؟ يعتقد الخبراء أن التنمر يبدأ في سن مبكرة ويمكن أن يبلغ ذروته في سن 11 إلى 13 عاماً. عندما يكبر الطفل، قد تنخفض لديه الرغبة بالتنمر. وحسب تقرير لعلم النفس أن "معظم حالات التنمر تحدث في المدرسة وحولها وفي الملاعب على الرغم من أن الإنترنت يفسح المجال لأشكال مزعجة من التنمر. وما يقرب من 20 في المائة من الطلاب أبلغوا عن تعرضهم للتنمر في المدرسة، وفقاً للمركز الوطني لإحصاءات التعليم.
يريد الحفاظ على سلطته
معلومات عن التنمر 1 – حدوث اختلال في توازن القوة والذي غالباً ما يرتبط بالتنمر، وهذا هو السبب في أن الضحية غالباً ما تكون أصغر سناً وأضعف وأصغر من المتنمر. ونظراً لأن المتنمر يريد أن يشعر بالأمان، ويريد الحفاظ على تفوقه والشعور بالدعم، فيختار اللجوء إلى العدوان. 2 - إن الأطفال الذين يشعرون بالأمان والدعم من قبل أسرهم ومدرستهم وأقرانهم هم أقل عرضة للتنمر. 3 - عامل آخر يمكن أن يكون السبب وراء سلسلة التنمر هو التهديد الكامن في نفس المتنمر نفسه، لذلك هو يريد الحفاظ على سلطته، للقضاء على التهديد الكامن في داخله. سواء كان ذلك على شكل منافسة أو غير ذلك. يفعل ذلك من خلال التظاهر بالثقة والعزيمة، وغرس الخوف في نفوس الآخرين. 4 - يمكن أن يكون التنمر نتيجة صدمة لم يتم حلها، والتي يمكن أن تكون أيضاً أحد الأسباب العديدة وراء طبيعة التنمر. في حين أن تصرفات المتنمر لا يمكن تبريرها أبداً، إلا أن هناك حاجة لمعرفة سبب قيامهم بما يفعلونه. 5 - يأتي بعض المتنمرين من عائلات شهدوا بأنفسهم أو كانوا ضحية للتنمر والاعتداء. ربما كان لديهم آباء وأصدقاء لا يستطيعون تزويدهم بالدعم العاطفي اللازم. لذلك، فإن التنمر هو سلوك مكتسب، وغالباً ما يكون نتيجة إشكالية في الماضي.
تواصلوا مع أطفالكم إذا بدوا منزعجين من شيء ما
كيف تربين طفلاً غير عدواني ومتنمر؟ تماماً كما يشعر الآباء بالقلق بشأن ما إذا كان أطفالهم يتعرضون للتنمر أم لا، يجب أن يكونوا قلقين بنفس القدر بشأن ما إذا كان أطفالهم يكبرون ليكونوا متنمرين أم لا. إليكم بعض الطرق التي يمكنكم من خلالها تجنب تربية المتنمر:
- شاركوا الطفل حياته ويومياته، استمعوا إليه واعترفوا بإنجازاته، وانصحوه إذا كان مخطئاً. - تأكدوا من أن طفلكم يحترم الناس بغض النظر عن هويتهم وانتماءاتهم. - لا تهملوا عدوان الأخوة على بعضهم في البيت، وتأكدوا من أن أحدهم لا يتنمر على الآخر. - تواصلوا مع أطفالكم إذا بدوا منزعجين من شيء ما. لا تبتعدوا عنهم إذا كانت لديهم مشكلة تتعارض مع قناعاتكم. - ثقفوا أطفالكم عن التنمر وتحدثوا عن الطرق التي يمكن أن يؤثر بها على الناس. - علموهم اللطف.