27.06.22 22:49 | سجين الوحدةرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2742 | نقاط : 60276 | |
|
| موضوع: سجين الوحدة سجين الوحدةفي غرفة باردة مظلمة لا يسكنها سوى شخص واحد يكره الضوء كثيراً ويكره الصوت ! يعيش في ظلام دامس قد يشغل التلفاز احياناً فيرى القليل من الضوء ! ويسمع همسات من الصوت وفي كل صباح يرتب غرفته المظلمة ثم يستلقي على السرير لتبدأ عينيه بذرف سيل من الدموع كان يتساءل مالحب ؟ وهل سأجده يوماً ما ؟ أم أن وحدتي هي حبي الضائع ؟ وقدري أن أعيش هنا ؟ أغمض عينيه لوهلة فغفى ورأى ضوء ساطع فأغمض عينيه بشدة ضناً منه أنه سيعمى إن فتحها وعندما أحس أن لا مفر من هذا الضوء فتح عينيه وأدهشه مارأى ! أشجار الصنوبر تنتشر في الأرجاء وأزهار بشتى الألوان هنا وهناك وصوت البلابل والطيور والنورس يسمعها ويصغي باستمتاع وأمامه بعض السناجب تتناول البلوط فوق الأشجار والشمس تغطيها بعض السحب وكأن السحب مستعدة للبكاء !
وهو واقف حافي القدمين فركض بالعشب حتى تعب واستلقى تحت شجرة كبيرة جميلة وفيها بعض الثمار فكر بأن يتسلقها وفلا دون تردد تسلق الشجرة ووصل إلى أعلاها ورأى من الأعلى هضاباً خضراء ومروج ملونة بالأزهار وفي منتصفهم نهر له صوت جذاب فاندهش لهذا المنظر الآسر للعينين وبينما هو كذلك سمع صوت صراخ ما تعجب لهذا الصوت فوقف عله يجد مصدره وهو يقف على أغصان الشجرة ولكنه لم يرى مصدر ذلك الصوت نزل من الشجرة وبدأ ينصت للصوت ويبحث عنه باهتمام حتى وقف أمام النهر فوجد فتاة في الجهة المقابلة تبكي بكاء مريراً فصرخ كي تسمعه " ماذا بكي ؟ " ولكنها لم ترد أعاد السؤال مراراً حتى رفعت رأسها وقالت والدموع تملأ عينيها " أريد عبور النهر يجب أن أحضر زهرة الأقحوان وإلا ماتت جدتي " قال دون تفكير " سأحضرها لكي ! " "ولكنك لن تستطيع عبور النهر " تركها وذهب لإحضار زهرة الأقحوان التي كانت فوق شجرة من الأشجار التي تقصدها السناجب لجمع البلوط وحين وضعها في جيبه أحضر بعض أغصان الأشجار القوية وربطها معاً وعبر النهر "تفضلي أيتها الجميله هذه زهرة الأقحوان " فأخذتها وهي فرحة سعيدة " تعال معي إلى جدتي ستفرح برؤيتك " سارا معاً نحو غابة نصف محترقة ونصف أوراق الأشجار ميتة " مابال هذه الغابة ؟ " " لقد اعتدى بعض المخربين عليها وكانت جدتي تحميها لسنوات ولكن الآن بعد مرضها لن يستطيع أحد منعهم إنهم يرون أنني صغيرة فلا يكترثون لي " دخلا معاً إلى منزل صغير حوله شجيرات جميلة وأزهار " جدتي لقد وصلت " " أهلا بعودتك يا آن لقد قلقت لتأخرك " " أحضرت معي زهور الأقحوان وأيضاً هذا الشاب الطيب الذي ساعدني على اقتطافها " " شكرا لك أيها الشاب الطيب " " لا تشكريني إنني أحب المساعدة " " بما أنك تحب المساعدة فحضر الدواء مع آن " " حسناً " وقامت آن بطحن أزهار الأقحوان وقام هو بمزجها ببعض الأعشاب وحين انتهيا قدما الدواء للجدة فشكرتهما وشربته وعيناها تفيض بالامتنان وبعد عدة دقائق غفت الجدة حاولت آن ايقاضها بقلق فهي تعلم ان الجدة لا تنام الا مساء " جدتي استيقضي ارجوك جدتي ماذا حدث جدتي !! " ركضت آن نحو كتاب تحضير الدواء ورأت أن أزهار الأقحوان بيضاء اللون وفي منتصفها بعض من اللون الأصفر أما الزهور التي قاموا بخلطها بالدواء فهي أزهار سامة ! " ياااااإلهي لقد ماتت جدتي بسببك أنت شخص احمق اخرج من منزلي حالا ! " " ماذا كيف حدث هذا ؟! " " لم لم تقل أنك لا تعرف أزهار الأقحوان بدل أن تحضر الأزهار الخطأ " " أنا شديد الأسف لذلك يمكنك قتلي إن أردتي " " لن أقتلك ولكنك حتماً ستعاقب بوحدة تقتلك حياً " وحينها انهمر المطر وبكت السحب … وحين فتح عينيه للواقع وجد نفسة في منزله وفي عزلته وفي ظلامه الدامس ولا أحد حوله |
| |