تُعد الدولة العثمانية إحدى الدول الأطول عمرًا في العالم حيث بلغ عمرها مدة 625 عام حكمت من خلالها مساحات كبيرة وواسعة وأصبح لديها العديد من العادات والتقاليد الفريدة التي أصبحت تقترن باسمها إلى يومنا هذا. وتتميز العادات العثمانية بأن بعضها عادات دينية وبعضها عادات عامة مُقتبسة من الفسيفساء القومي المتنوع الذي كان يزين الدول العثمانية ويمدها بالغنى الثقافي والحضاري المتميز والفريد، وكانت العادات العثمانية الدينية متعلقة بالشعائر الدينية وخاصة بها ومن هذه الشعائر شعيرة عيد الأضحى المبارك. ويمكن ذكر العادات العثمانية الخاصة بعيد الأضحى المبارك بالشكل التالي: ـ سخاء الأكابر: الأكابر هو مصلح عثماني عربي يعني أسياد القوم الأغنياء، وتذكر كتب التاريخ بأن أكابر الدولة العثمانية كانوا يحرصون على السخاء في الأضحية فكانوا يضحون عن أنفسهم وزوجاتهم وأطفالهم طفلًا طفلًا وآبائهم وأمهاتهم سواء كانوا أحياء أو متوفيين وكان الأكابر يحرصون على أن تكون الأضحية من الحيوانات الكبيرة. ـ شراء الأضحية قبل 5 أو 10 أيام: كان المضحون العثمانيون يشترون أضحيتهم قبل 5 أو 10 أيام حتى يتسنى لهم فحص صحتها وعيوبها الشرعية جيدا ً بالاستعانة بالأطباء البيطريين واستبدالها في حال استدعت الحاجة ذلك.
ارتداء عمامة خاصة: كان العثمانيون القادرون على التضحية يرتدون عمامة خاصة تُظهر قدرتهم على ذبح أضحية حتى يعطوا الجيران والأقارب رسالة عفة مفادها بأنه لا داعي لإرسال لحوم الأضاحي لهم وحبذا لو تم استبدالهم بالفقراء المحتاجين. ـ تغسيل الأضحية وتزيين قرونها: كان العثمانيون يهتمون بالأضحية بدعوى أنه قربان لله عزوجل ولا بد أن يكون القربان لله عزوجل نظيفًا ومزينًا فكانوا يغسلون الأضحية قبل ذبحها ويزينون قرونها. ـ تغطية عين الأضحية: عادة عثمانية قديمة مميزة يغلفها الكثير من المسلمين في وقتنا الحاضر. ـ البدء بذبح الأضاحي المُرسلة لأرواح الموتى: كان الذبّاحون يبدؤون بذبح الأضاحي المُرسلة لأرواح الموتى وكانوا يقرؤون الفاتحة على روح كل ميت تُذبح من أجله الأضاحي، وكانت أضاحي الموتى لا يُؤخذ منها شيء بل توزع بشكل كامل على الفقراء والمحتاجين.
ارتداء الأطفال لباس العيد قبل العيد بيوم: كان الأطفال في الدولة العثمانية يعدون العيد من أكثر المناسبات الدينية المهمة لذا كانوا يصرون على أهليهم أن يشتروا أفضل اللباس للاستعداد لهذه المناسبات وتروي الكتب التاريخية أن عدم انتظار الأطفال إلى حين قدوم العيد وارتداءهم لهذه الألبسة قبل قدوم العيد أصبحت عادة عثمانية فريدة. ـ استقبال الضيوف بماء الورد والحلويات: عادة عثمانية أصيلة ورثها الأتراك من أجدادهم العثمانيين وما زالوا محافظين عليها ولكن في يومنا الحالي استُبدل ماء الورد بالكولونيا. ـ أول أُضحية خاصة بالسلطان: كانت أول أضحية يتم ذبحها من قبل السلطان بنفسه في ميدان مسجد السلطان أحمد وبعد إنهاء عملية الذبح كانت تُضرب الطبال وتُنفخ المزامير احتفالًا بذلك ولإعلام العامة بأن السلطان احتفل بالعيد وذبح أضحيته والآن يرسل تحياته للناس، وبعد استقبال التحية المعنوية كان العامة يبدؤون بالذبح. ـ الذكور يركبون الخيل والإناث يركبن "الحنتور": كانت تُخصص ميادين خاصة للخيل خلال فترة عيد الأضحى وكان الأطفال الذكور يأخذون عيديتهم ويذهبون إلى هذه الميادين ويركبون الخيل أما الأطفال الإناث فكانوا يحرصون على ركوب "الحناتير" الخاصة بعيد الأضحى والتي كانت تُزين بالأقمشة الحمراء والوردية لتظهر أنها خاصة بمناسبة العيد. هذه ثلة من العادات العثمانية الفريدة التي تحلت بها الدولة العثمانية خلال عيد الأضحى المبارك.