سمعت مرةً أحد كبار السن يروي مثلاً على شكل حوار بين شخصين :
قال الأول : بكم بعت أخاك....؟ فرد عليه الآخر: بعته بتسعين زلة. فقال الأول : ( أرخصته)
تأملت هذا المثل كثيرا فذهلت من ذلك الأخ الذي غفر لأخيه تسعة و ثمانين زلة ، ثم بعد زلته التسعين تخلى عن إخوته
وعجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع أخيه بتسعين زلة و كأنه يقول تحمل أكثر فالتسعون زلة ليس ثمنا مناسبا لأخيك لقد أرخصت قيمته ....
ترى كم يساوي أخي أو أخوك من الزلات ...
بل كم يساوي إذا كان قريبا أو صهراً أو أختا أو أخاً أو زوجاً أو زوجة بكم زلة قد يبيع أحدنا أمه أو أباه بكم... ؟
إن من يتأمل واقعنا اليوم و يعرف القليل من أحوال الناس في المجتمع والقطيعة التي دبّت في أوساط الناس ، سيجد من باع صاحبه أو قريبه أو حتى أحد والديه بزلة واحدة ،،
بل هناك من باع كل ذلك بلا ذنب سوى أنه أساء الظن أو أطاع نماماً كذابا حقدا و ما أكثرهم...
تُرى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء و الأقارب و الأهل و الأخوة و الأخوات وننظر بكم بعناها ثم نعلم أننا بخسناهم أثمانهم و بعنا الثمين بلا ثمن.....
ترى هل سنرفع سقف أسعار من لا زالوا قريبين منا ....
إن القيمة الحقيقية لأي شخص تربطك به علاقة لن تشعر بها إلا في حالة فقدانك له بالوفاة فلا تبع علاقاتك بأي عدد من الزلات مهما كثرت و تذكر قوله تعالى:
"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين"
لا جدوى من قبلة اعتذار على جبين ميت غادر الحياة
استلطفوا بعضكم البعض وأنتم أحياء
امحِ الخطأ لتستمر الأخوة ولا تمح الأخوة من أجل الخطأ
غفر الله لنا ولكم وللمسلمين أجمعين إنه هو الغفور الرحيم.