29.02.20 4:37 | عمر بن عبد العزيز.. مجدد الخلافة الراشدةرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | عالمى الخاص | | العمر : 33 | عدد المساهمات : 3444 | نقاط : 110262 |
|
| موضوع: عمر بن عبد العزيز.. مجدد الخلافة الراشدة عمر بن عبد العزيز.. مجدد الخلافة الراشدةبقلم: محمد حماد أسس الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الدولة الأموية، وكان تولى الخلافة بعدما تنازل عنها الحسن بن علي رضي الله عنهما ، واستمر معاوية في الحكم 19 سنة، ثم وليها من بعده ابنه يزيد الأول لأربع سنوات، ثم تولى الخلافة من بعده ابنه معاوية لمدة ثلاثة أشهر ليتركها لتبدأ خلافة مروان بن الحكم فحكم سنة، وخلفه ابنه عبد الملك الذي طال حكمه لعشرين سنة، فالوليد ابنه لمدة عشر سنوات، وبعده جاء أخوه سليمان بن عبد الملك لثلاث سنوات، وكان من توفيق الله وسداده أنه استمع لنصح من مستشاره الجليل رجاء بن حيوة فاستخلف من بعده ابن عمه عمر بن عبد العزيز. كانت دولة الخلافة الأموية قد اتسعت رقعتها، وامتد سلطانها على أراض في ثلاث قارات، وبلغت في تلك الأثناء أوج قدرتها وعظمتها. وكانت بداية الملك العضود؛ حيث أخذ معاوية بعض مظاهر الحكم والإدارة عن البيزنطيين، وجعل الخلافة وراثية؛ عندما عهد بها لابنه من بعده، وقد اعتبر المؤرخون للدولة الإسلامية أن حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز هو امتداد قصير للخلافة الراشدة، وسمي بالخليفة الراشد أو خامس الخلفاء الراشدين.
العلامة الزاهد
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، الإمام الحافظ العلامة المجتهد الزاهد العابد، أمير المؤمنين، الخليفة الراشد أشج بني أمية، كان من أئمة الاجتهاد، وُلد عام 61ه بالمدينة، ونشأ بها وتخلق بأخلاق أهلها وتأثر بعلمائها، وأكبَّ على أخذ العلم من شيوخها، وكان يقعد مع مشايخ قريش ويتجنب شبابها، وما زال ذلك دأبه حتى اشتهر، فلما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدَّمه على كثير منهم، وزَوَّجَه ابنته فاطمة بنت عبد الملك، وهي امرأة صالحة تأثرت كثيراً بعمر بن عبد العزيز، وآثَرَت ما عند الله على متاع الدنيا. عاش عمر في المدينة المنورة وكان فيها عدد من الصحابة وكثير من سادة التابعين، وكان لذلك المجتمع أثره البالغ في صياغة شخصيته الإيمانية والعلمية والتربوية، ونال تعليمه على أيدي كثير من العلماء والفقهاء، فقد بلغ عدد شيوخ عمر بن عبد العزيز ثلاثة وثلاثين، ثمانية منهم من الصحابة، وخمسة وعشرون من التابعين، نهل من علمهم، وتأدب بأدبهم، ولازم مجالسهم حتى ظهرت آثار هذه التربية في أخلاقه وتصرفاته، فامتاز بصلابة الشخصية، والجدية والحزم في معالجة الأمور، وإمعان الفكر وإدامة النظر في القرآن، والإرادة القوية والترفع عن الهزل والمزاح.
المجدد الأول
كان من أول ما بدأ به عمر بن عبد العزيز في خلافته هو رفضه لمظاهر الأبهة والفخفخة خلافاً للمسار الذي انتهجه مَن قبله من خلفاء بني أمية، واتفق بإجماع على أنه هو المجدد الأول على رأس المئة الأولى من المجددين ولا ينافسه عليها أحد، ولم يقتصر ما جاء به من التجديد على الشق الذي يتعلق بالجانب العملي في إصلاح الحكم ورعاية أحوال الناس فقد أقر بوضوح مبدأ أن الأصل في حفظ الدين يتمثل في حفظ قانون السياسة وبث العدل وحقن الدماء. ثم كانت له إسهامات جليلة في تدوين الشريعة.وكان أول ما اهتم به الخليفة الجديد المجدد حين ولي الخلافة التي لم يطلبها أن بدأ بنفسه ثم أهل بيته، ثم ببني أمية، فأعاد الأراضي التي وهبت له ولزوجته وأولاده من بيت مال المسلمين، وطلب من بني أمية إرجاع ما أخذوه من بيت مال المسلمين بدون وجه حق، وحين فزعت بنو أمية إلى فاطمة بنت مروان عمته التي كان يعزها ويكرمها وسألوها أن تكلمه فيما اعتزم، قال لها: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلك طريقاً فلما قبض سلك أصحابه ذلك الطريق الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أفضى الأمر إلى بعضهم جرَّه يميناً وشمالاً، وأيم الله لئن مُدَّ في عمري لأردنه إلى ذلك الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه)، فقالت له: يا ابن أخي إني أخاف عليك منهم يوماً عصيباً، فقال: (كل يوم أخافه دون يوم القيامة لا وقيته)، فرجعت فاطمة إلى بني أمية تقول لهم: (ذوقوا مغبة أمركم في تزويجكم آل عمر بن الخطاب).
دين هداية لا جباية
عقد الخليفة الراشد مجالس للنظر في مظالم الرعية، فأعاد إلى الناس ما اغتصبه أفراد أسرته منهم، وطلب من موظفي الدولة والعمال مراعاة الحذر في أموال الدولة، وعدم استخدامها للحاجات الشخصية، وعزل الولاة الظالمين والعمال القساة وعين بدلاً منهم ولاة جدداً، وكان يراقب تصرفاتهم، كما قضى ديون المعسرين من بيت المال، وشملت رعايته أهل السجون، فكان ينفق عليهم ويكسوهم ويتعهد مريضهم. ويروى أن أحد عمال عمر بن عبد العزيز على أحد الأقاليم كتب إليه يشكو خراب مدينته ويسأله مالاً يحصنها به فكتب إليه الخليفة: (قد فهمت كتابك، فإذا قرأت كتابي فحصن مدينتك بالعدل، ونقّ طرقها من الظلم، فإنه حُرمتها، والسلام). وكان من أجل أعماله وأعظمها أنه أسقط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة، وكان يُنظر إليهم فيما سبق على أنهم أحد مصادر الخزانة العامة للدولة، وكان من نتيجة ذلك دخول كثير من سكان تلك البلدان في الإسلام، فتأثر بذلك أحد موارد الخزينة العامة، ما جعل أحد عماله يرسل إليه لافتاً إلى أن الخراج قد نقص؛ بسبب رفع الجزية عمن أسلم، فجاءه جواب الخليفة عمر ساطعاً حاسماً مقرراً:إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً;.وكان عمر يؤدي المهور من بيت مال المسلمين لمن لم يستطيعوا توفيرها، وكان ينفق على الذمي إذا كبر ولم يكن له مال، وكان من نتائج منهجه أن أغنى الله المحتاجين، حتى جاء اليوم الذي لم يعثر فيه على مستحق للزكاة في عهده.
جمع الأحاديث
أول ما عني به عمر بن عبد العزيز بعد أن تقلد الخلافة، هو علم الحديث، وقد كتب إلى أحد كبار علماء الحديث في عصره، أبي بكر بن محمد بن حزم: «انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء»، وأشار عليه بالعناية الخاصة بمجاميع عمرة ابنة عبد الرحمن الأنصارية، وقاسم بن محمد بن أبي بكر، لأهميتهما، ولم يكتف بأبي بكر بن حزم؛ بل كتب إلى عماله بالأقاليم: «انظروا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجمعوه». ولم يكتف بالحث على ذلك؛ بل سعى في تيسير هذه المهمة فأجرى الرزق على العلماء ورتب لهم رواتب ليتفرغوا لنشر العلم. يقول ابن كثير في البداية والنهاية: «قال جماعة من أهل العلم، منهم أحمد بن حنبل- فيما ذكره ابن الجوزي وغيره -: إن عمر بن عبد العزيز كان على رأس المئة الأولى، وإن كان هو أولى مَن دخل في ذلك، وأحق؛ لإمامته، وعموم ولايته، وقيامه، واجتهاده في تنفيذ الحق، فقد كانت سيرته شبيهة بسيرة عمر بن الخطاب، وكان كثيراً ما تشبَّه به |
| |