04.10.13 0:47 | الأدب في كتب الحديث النبويرقم المشاركة : ( 1 ) |
نائب المدير
إحصائيةالعضو | | | العمر : 38 | عدد المساهمات : 21275 | نقاط : 143140 | 2 |
|
| موضوع: الأدب في كتب الحديث النبوي الأدب في كتب الحديث النبوي الأدب في كتب الحديث النبوي
الأدب في كتب الحديث النبوي
د. هاني خليل عابد أتناول في هذه المقالة موضوع الأدب النّبوي ،وما جاء في الأحاديث النبوية من أمورٍ ترشد إلى الأدب، والعمل على الرقي بالذوق لدى الفرد، ولدى المجتمع ؛لتتحقق الكرامة الإنسانية فيما بين أفراد النسيج المجتمعي، فيراعي بعضهم بعضاً في الكلام وفي المجاملة. وكل هذه الذوقيات أفرد لها المحدّثون كتباً في كتبهم الحديثية، عملوا على استمدادها من مشكاة الرسول الكريم سيدنا محمد _صلوات الله وسلامه عليه_ الذي قال الله فيه « وإنّك لعلى خلق عظيم» ( القلم : 4) هذا النبي الذي قال شوقي في مدحه يا من له الأخلاق ما تهوى العلا منها وما يتعشق الكبراء زانتك في الخلق العظيم شمائلٌ يغرى بهنّ ويولع الكرماء لذا فإننا بالرجوع إلى كتب الأدب من كتب الأحاديث النبوية، نجد كبار المحدّثين، وعلى رأسهم البخاري محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح يفرد كتاباً في صحيحيه الجامع للأدب، وكذلك فإنه أفرد له تأليفاً مستقلاً، لذا ينبّه المحدّثون ورواة الحديث على ما أورده البخاري خارج كتابه الجامع، بكتاب الأدب المفرد. وأئمة الحديث كأبي داود، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم من الذين أفردوا لموضوع الأدب والذوقيات مباحث كثيرة في كتبهم إيماناً منهم أنّ حياة الأمم وقوة المجتمعات، بما لديها من ذوق حضاري قيمي أخلاقي ،مثلما قال شوقي إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وبالرجوع إلى صحيح البخاري في كتابه الجامع، وجدت ما يزيد عن ثلاثين مجالاً من مجالات الأدب، التي أرشد لها رسول الله محمد _صلوات الله وسلامه عليه _وهذه المجالات في مجال علاقة الإنسان بوالديه، وعلاقته بجيرانه، وعلاقته بالنّاس عموماً، وفي مجالات الارتقاء بالخطاب الإنساني، والسمو بالإنسان سلوكاً وفعلاً ونطقاً وخلقاً . فمن أمثلة ذلك نجد البخاري افتتح كتابه الأدب في الجامع الصحيح ،بموضوع البّر والصلة، والتعامل الراقي مع الوالدين، واستشعار إحسانهما على الابن، والتأكيد على برهما والإحسان إليهما حيثما وجد الإنسان أو حل أو ارتحل , وهنا ينبه النبي_ صلى الله عليه وسلم_ على ذوقياتٍ في هذا المجال، فمن بر الوالدين عدم التسبب في إلحاق الشتائم والسباب لهما ،فالذي يريد أن لا يشتم أحدٌ والديه عليه أن لا يشتم آباء الآخرين، ولا أمهاتهم ،فعن عبد الله بن عمرو _رضي الله عنهما_ قال , قال رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_: « إنّ من اكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف يلعن والديه، قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسبّ أمّه فيسب أمه « أورده البخاري في كتاب الأدب، باب لا يسب الرجل والديه « وممّا نقله الحافظ ابن حجر عن الشيخ ابن أبي جمرة من فوائد هذا الحديث، أنّه قال عن الحديث المتقدّم،» فيه دليلٌ على عظيم حق الأبوين , وفيه العمل بالغالب ؛لأنّ الذي يسب أبا الرجل يجوز أن يسب الآخر أباه، ويجوز أن لا يفعل، لكن الغالب أن يجيبه بنحو قوله , وفيه مراجعة الطالب لشيخه فيما يقوله، وفيما يشكل عليه، وفيه أنّ الأصل بفضل الفرع بأصل الوضع، ولو فضله الفرع ببعض الصفات» (فتح الباري لابن حجر 10/ 404)
|
| |