سقطت وجعاً.! مكبلة بـ سلاسل الماضي الثقيلة لا أقوى على التقدم خطوة نحو المستقبل ولا أحمل بداخلي ذرة أمل واحدة أتعجب لحالي وأتكور ذهولا لما ألت إليه من شتات عن يميني الضياع وعن شمالي الخوف وعلى رأسي مسلطة مقصلة الحزن ومن تحتي غياهب الألم وسط كل ذلك أتململ وأنزوي في ركن قصي عن العالم لا أتفوه بكلمة ولا أشير بأصبع ما هالني من وجع يكفي ليغطي احتياج أمة بأكملها ولو اجتمع الكل لإطفاء الحريق المتقد بداخلي لأهلكو تعبا واستسلموا .! لست أبالغ في وصف وجعي ولا أظنني أتقن ذلك كثيرا ما أقرأ أناسا يكتبون عن الوحدة أجمل الكلمات وأرقى العبارات لكن بيني وبيني أتساءل هل حقا عرفوها واختبروا الشعور بها ؟! أكاد أجزم أنني لو سألت أحدهم عن طعمها فلن يستطيع أن يخبرني أو ربما أول ما سيقوله لي أنها مريرة كالعلقم .! هه أرأيت ..قلت كـ العلقم إذن وحدتك تشبه شيئا ولمرارتها حد هو العلقم حسنا دعني أخبرك عن وحدتي إذن الوحدة ي سيدي ليست شعورا ولا إحساسا ولا حتى مذاقا تصعب استضاغته هي أكثر من ذلك هي .. شبح ملتصق بأرواحنا يرمينا في ردهات الظلام يجعلنا لا نسمع سوى صوت الصمت القابع في حنايانا ولا نرى سوى أطياف ذواتنا تحوم فوق فوهة تحاول جاهدة أن ترتمي بداخلها كمن يقفز إلى بركان الوحدة أن تفيق بالليل فترى الجميع نيام بادية على وجوههم علامات الإرتياح الوحدة أن تكون وسط نفر من الناس فلا يسمعونك ولا يعيرون ما تعانيه اهتماما الوحدة هي أن تموت أمامهم وما من أحد منهم يتبرع بيديه ليغمض جفنيك فيتركك شاخصا أمام سيول الألم الـ تتهاطل فوقك ليست مريرة وليست حامضة ولا هي مالحة بل هي باهتة وباردة تشحطك بسياط حارة ما إن تقع على جلدك حتى تصيره جليدا تجعلك متصلدا لا تشعر بوخز الزمن وإن كان كإبر الجليد تعريك من كل الألوان وتلفك بأكفان من نار الوحدة يا صديقي هي أن يغادرك أحدهم تاركا فردة حذائه الأسود عند باب قلبك لتشي لك بموت حلم آخر من أحلامك .! فلا يبقى منك شيئا سوى روح ممزقة و خواء شاسع لك لتقيم فيه طقوس الإشتياق وترتل فيه أنين الفقد وتحفر الطرقات لتبلغ نهاية واحدة يصفق فيك لها الجميع ويشيدون بصبرك وصمودك وتنال فيها وسام الخيبة مع مرتبة الشرف !! مما راق لآحسسآآآسي