عيناك يا بغداد
عيناك يا بغداد مرافئ ... عيناك تزهو وتبتهلُ
ومن ضياء الفجر ... عيناك تكتحلُ
عيناك نافذتان ... يشع بريقهما
عيناك مملكة ... على أعتابها يستوطن الأملُ
وسحرٌ يلف بها .... لفيف الضوء حين البدر يكتملُ
عيناك إن أطبقتْ أجفانها
يحلُ الظلام ... ويدنو حثيثاً بنا الأجلُ
مرافئ عينيك حالمتان
سيان فيها العشق ... إذا العشاق جاؤوا أو إذا رحلوا !!
الكلُ ينهل من خمر عينيك
بقايا الكأس .. ثم ينثملُ
يسيل الشوق منها .. كما تسيلُ خلايا النحل من ثغرها عسلُ
دفء بعينيك يغفوا .. كــ دفء الشمس في تشرين
ينسل فينا .... بهمس ثم يتصلُ
وفجر ... على أهدابك العشباء يرسو
يبث سناه ندى ... ومن سناه عيناك تغتسلُ
عيناك أن حدقتْ في الشمس
فــ عينُ الشمس في عينيك تنسدلُ
بحور عينيك ... مدى يجر مدى
وإن جفت بحار الأرض
ما جف بحرٌ بـ عينيك ... ولا صابه وشلُ
عيناك للأحزان تأسى وتعتصرُ
تلملم عشقها ... من ليلها العسرُ
تفز على عجل من أغماضةٍ ليس تحتملُ
عيناك يا بغداد تحكي ألف ليلتها
وألف شهريار
يبغي تاجك الميمون غدراً ويقتتلُ
وأنت يا شهرزادُ ... لا زلتِ مسهدة
والموت يمشي فارغاً .. كــ الداء ينتقلُ
أفيك الداءُ يا بغداد .. أم فينا .. تكمنُ العللُ ؟!
عذراء يا بغداد باسمة وباقية
ما بقي أزلُ ..
==========