22.09.15 18:56 | زمن السيلفي.. ونفايات الثقافة رقم المشاركة : ( 1 ) |
المراقبة العامه
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2269 | نقاط : 75079 | |
|
| موضوع: زمن السيلفي.. ونفايات الثقافة زمن السيلفي.. ونفايات الثقافة مسؤوليتنا جميعاً نحن من نسمي أنفسنا “مثقفين” ليس إنتاج النصوص الجمالية وتدويخ الناس بالكلام عن الاستعارات والانزياحات وجدل الاشكال وقصيدة الشعر وقصيدة النثر، مازلنا حتى هذه اللحظة نتحدث عن عظماء بلا صور في أزمنة متعددة لأنهم صاغوا معنى الحياة وغيروا إيقاع حيوات الناس . ما معنى أن تتناثر علينا هذه الشظايا السامة من آلاف الصور ولا نقرأ شيئاً عميقاً يرتب قلقنا، الإنسان يغدو مع مرور الوقت مقموعاً من “طغيان الصور”، نحن نحتاج الى إجابات واعترافات، الى تهذيب مستمر والى صناعة توافقات جماعية متحاورة توقف الحروب، بماذا تختلف أنت عن أي دكتاتور غبي ظل ينفخ بذاته وصوره وحكايته التي انفجرت على الشعب ودمرت الماضي والحاضر، انت لا تختلف الا في الأدوات والإمكانيات والموقع، وحين تكتشف تفاهة كل ما تفعل ستضطر للهجرة بدفع من الظلاميين الذين صاروا يتقدمون عليك بفهمهم لقيمة الفعل الواقعي الذي يتطلب نكراناً عالياً لمسخ الذات المشوهة أصلاً والمحتاجة الى تهذيب مستمر، وحين تهاجر ستكره نفسك ولن تتجرأ مرة أخرى على التقاط صورة لوثيقة اعتيادية. هل فكرت للحظة واحدة لماذا يختفي اللصوص والقتلة والسياسيون خلف أقنعة الغياب، والحضور المدروس بدقة التأثير، لأنهم يستثمرون عجزك وانشغالك بصورتك وتل النفايات خلفها، صاروا يعرفون أنك منشغل بزاوية المشهد أكثر من انشغالك بتدميرهم لحيواتنا وحياة أهلنا من قبل وحياة أولادنا من بعد، أنت لا تراهم حين يلوحون لك قبل التقاط صورة “السيلفي” ويضعون نفايات زمنهم ووعيهم وفعلهم في البلاد، أنت داخل في حمى المنافسة مع بقية النجوم (Stars) لكنك لا تعرف أن هؤلاء النجوم يهربون الى بلدان مختلفة كلما اشتعلت النار في بلد ما، وفي نهاية المطاف سيشيخون وليس في أيديهم سوى حفنة من “سليفيات” لا تهم أحداً، وحقيبة تقطعت سيورها وجيوبها من كثرة الترحال، ولن يتاح لأحد منهم أن يعيش في الذاكرة الوطنية والإنسانية، ولن ينافسوا معلمينا من مثقفي الإنسانية الذين ليس لبعضهم صور أصلاً أو أولئك الذين التقطت لهم صور داخل فضاء العمل الجماعي، وظلت أروعها تلك التي لم ينتبهوا لها، وجعلت منهم أساتذة وجود ومبتكري أضواء بامتياز |
| |