الأميرة خديجة خيرية عائشة درشهوار بنت الخليفة عبد المجيد الثاني اخر خليفة عثماني
الأميرة در الشهوار (1914 - 2006 )
هي الأميرة خديجة خيرية عائشة درشهوار بنت الخليفة عبد المجيد الثاني اخر خليفة عثماني ،و والدتها السيدة عطية مهستي . ولدت في قصر تشامليجا في اوسكودار اسطنبول في تركيا . تزوجت الاميرة درشهوار 1931 من الامير حمايت على خان النظام اكبر ابناء ( النظام ) او السلطان عثمان علي خان اخر حكام امارة حيدر اباد بجنوب الهند التي استمرت حتى سبتمبر 1948 ، حين غزتها القوات الهندية و ضمتها للهند عنوة .
كانت الأميرة در الشهوار في العاشرة من عمرها ، حينما صدر قرار بترحيل ابيها الخليفة عبد المجيد الثاني و اسرته من البلاد ، ليأتي اتاتورك اول رئيس جمهورية لتركيا بعد خلع اخر خليفة عثماني . ذهب الخليفة و اسرته للعيش بنيس بفرنسا ،و بعد سنوات قليلة من ضيق العيش انتقلوا للعيش بالهند ضيوفا على نظام الدين حاكم مقاطعة حيدر اباد و كان اغنى حاكم في العالم و في عام 1931 تزوجت در الشهوار من ابنه و باتت تحمل لقب "اميرة برار" ،و انجبت منه ابنها مكرم عام 1933 و الامير مفخم عام 1939 .
و في عام 1944 توفي الخليفة عبد المجيد والد الاميرة ، فسعت الاميرة لدفنه في تركيا لكن دون جدوى !! ، فقد ذهبت بصفتها "اميرة برار" الهندية لزيارة تركيا و مقابلة رئيس الجمهورية وقتها "عصمت اينونو" ،و رغم انها قابلت الرئيس و حرمه لكنها لم تنجح في اقناعه بدفن والدها هناك ، فخرجت حزينة لكنها لم تيأس .
قررت در الشهوار حفظ جثمان ابيها في احد مساجد باريس عام 1954 ،و زارت تركيا مرة اخرى و اقنعت عدنان مندريس رئيس الحكومة آنذاك و الذي كان ينتمي الى الحزب الديمقراطي الجديد . لكن المجلس الوطني التركي علق البت في تلك المسألة ، بعد معارضة بعض نواب الحزب الجمهوري فيأست الاميرة من دفن ابيها في ارض اجداده لكنها سعت لدفنه بالمدينة المنورة بالقرب من الرسول عليه الصلاة و السلامة و الصحابة المكرمين ،و لم تغفر لبلدها رفضهم استقبال جثمان ابيها ،و لذلك لم تستعد الجنسية التركية رغم السماح لآل عثمان بذلك و استمرت تحمل جوازا انجليزيا و كانت تقوم برحلات ليست بكثيرة لتركيا لزيارة الاقارب لكنها لم تستقر برغم الدعوات الكثيرة لها .
توفيت در الشهوار او اميرة الهند التركية كما اطلقت عليها صحف العالم في مدينة لندن 7 فبراير 2006 ، عن عمر يناهز 92 عام ،و قد اوصت ولديها اللذين يقيمان في حيدر اباد بالهند بدفنها بمقبرة المسلمين في لندن . رحم الله الاميرة الجميلة التي ضربت مثلا رائعا للابنة المحبة المخلصة لابيها ، الاميرة التي التقطت حصوة صغيرة من ارض بلادها و هي في العاشرة من عمرها و حين الرحيل لتذكرها بوطنها فكانت الحصوة اعز عليها من كل الدرر ، انها " درة الملوك" الاميرة در الشهوار .