07.09.11 8:03 | هل يجوز ذكر الله في الحمامات النظيفة اليوم ؟ رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو فعال
إحصائيةالعضو | ڠاڷمْْ ُخََُراڤيّ ڷا يڛڪُنِھَـ اڷا أنا | | العمر : 35 | عدد المساهمات : 436 | نقاط : 98655 | |
|
| موضوع: هل يجوز ذكر الله في الحمامات النظيفة اليوم ؟ هل يجوز ذكر الله في الحمامات النظيفة اليوم ؟ هل يجوز ذكر الله في الحمامات النظيفة اليوم ؟
عبد الرحمن بن صالح السديس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم، أما بعد فقد اشتهر عند الناس أنه لا يجوز ذكر الله في الخلاء، تعظيما لله ولاسمه من أن يذكر في هذا الموطن. فهل هذا الأمر من الأمور المتفق عليها؟ بوب ابن أبي شيبة في المصنف 2/65: الرجل يذكر الله وهو على الخلاء أو وهو يجامع وذكر آثارا في المنع ثم قال: حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عطاء عن أبي هارون الأسلمي عن أبيه عن كعب قال: قال موسى عليه السلام: أي رب أقريب أنت فأناجيك، أم بعيد فأناديك؟ قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني، قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نعظمك أو نجلك أن نذكرك عليها، قال: وما هي؟ قال: الجنابة والغائط. قال: يا موسى أذكرني على كل حال. ثم بوب 2/67: الرجل يعطس وهو على الخلاء حدثنا ابن إدريس عن حصين عن الشعبي في الرجل يعطس على الخلاء، قال: يحمد الله. حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن منصور عن إبراهيم قال: يحمد الله فإنه يصعد. حدثنا ابن علية عن ابن عوف عن محمد سئل عن الرجل يعطس في الخلاء؟ قال: لا أعلم بأسا بذكر الله. حدثنا ابن علية عن شعبة عن أبي إسحاق في الرجل يعطس في الخلاء، قال: قال أبو ميسرة: ما أحب أن أذكر الله إلا في مكان طيب، قال: قال منصور: قال إبراهيم: يحمد الله. حدثنا يزيد بن هارون قال: أنا قزعة بن سويد قال: سألت ابن أبي مليكة عن الرجل يعطس وهو على الخلاء؟ قال: يحمد الله.
وفي العلل لابن أبي حاتم رقم (124): وسألت أبا زرعة عن حديث : خالد بن سلمة ، عن البهي ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه». فقال : ليس بذاك ، هو حديث لا يروى إلا من ذي الوجه. فذكرت قول أبي زرعة لأبي رحمه الله فقال : الذي أرى أن يذكر الله على كل حال ، على الكنيف وغيره ، على هذا الحديث.
وبوب ابن ماجه في سننه 1/270: «باب ذكر الله عز و جل على الخلاء والخاتم في الخلاء» ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم :«كان يذكر الله على كل أحيانه».
وبوب أبو عوانة في مستخرجه 1/184: بيان ما يقال عند دخول الخلاء، والدليل على إباحة ذكر الله والدعاء في الموضع الذي يتغوط فيه، وبيان إباحة ذكر الله في الأحوال كلها وجميع المواضع. وذكر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم :«كان يذكر الله على كل أحيانه».
وقال القاضي عياض في إكمال المعلم 2/230: وقد اختلف السلف والعلماء فى هذا الحديث «كان إذا دخل الخلاء»، فذهب بعضهم إلى جواز ذكر الله فى الكنيف وعلى كل حال، ويحتج قائله بهذا وبحديث ذكر النبى صلى الله عليه وسلم على كل أحيانه ، وبقوله : { إِلَيْهِ يصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّب}. وهو قول النخعي والشعبي وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن سيرين ومالك بن أنس، وروي كراهيةُ ذلك عن ابن عباس وعطاء والشعبي وغيرهم.
وفي الشرح الكبير 1/191: قال رحمه الله: (ولا يتكلم)لما روى عبد الله بن عمر قال: مر بالنبي صلى الله عليه وسلم رجل فسلم عليه وهو يبول فلم يرد عليه. رواه مسلم. ولا يذكر الله تعالى على حاجته بلسانه. روي كراهة ذلك عن ابن عباس وعطاء. وقال ابن سيرين والنخعي: لا بأس به. ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد السلام الذي يجب رده، فذكر الله أولى. فإن عطس حمد الله بقلبه ولم يتكلم، وقال ابن عقيل: فيه رواية أخرى: أن يحمد الله بلسانه. والأول أولى لما ذكرناه، وروى أبو سعيد الخدري قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان فان الله يمقت على ذلك » رواه أبو داود وابن ماجه.
وفي تفسير القرطبي 5/466: قوله تعالى: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) ذكر تعالى ثلاث هيئات لا يخلوا ابن آدم منها في غالب أمره، فكأنها تحصر زمانه. ومن هذا المعنى قول عائشة رضي الله عنها:« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه».أخرجه مسلم. فدخل في ذلك كونه على الخلاء وغير ذلك. وقد اختلف العلماء في هذا، فأجاز ذلك عبد الله بن عمرو وابن سيرين والنخعي، وكره ذلك ابن عباس وعطاء والشعبي. والاول أصح لعموم الآية والحديث. قال النخعي: لا بأس بذكر الله في الخلاء فإنه يصعد. المعنى: تصعد به الملائكة مكتوبا في صحفهم، فحذف المضاف. دليله قول تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )، وقال: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين). ولأن الله عزوجل أمر عباده بالذكر على كل حال ولم يستثن، فقال: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) وقال: (فاذكروني أذكركم )، وقال: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا )فعم. فذاكر الله تعالى على كل حالاته مثاب مأجور إن شاء الله تعالى... وكراهية من كره ذلك إما لتنزيه ذكر الله تعالى في المواضع المرغوب عن ذكره فيها، ككراهية قراءة القرآن في الحمام، وإما إبقاء على الكرام الكاتبين على أن يُحِلَّهم موضع الأقذار والأنجاس لكتابة ما يلفظ به.والله أعلم.
وقال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام مع حاشية الصنعاني 1/225 : وذكر الله مستحب في ابتداء قضاء الحاجة؛ فإن كان المحل الذي تقضى فيه الحاجة غير معد لذلك - كالصحراء مثلا - جاز ذكر الله في ذلك المكان. وإن كان معدا لذلك - كالكُنُف - ففي جواز الذكر فيه خلاف بين الفقهاء، فمن كرهه فهو محتاج إلى أن يؤول قوله «إذا دخل» بمعنى إذا أراد؛ لأن لفظة «دخل» أقوى في الدلالة على الكنف المبنية منها على المكان البراح، أو لأنه قد تبين في حديث آخر المراد حيث قال صلى الله عليه و سلم:« إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل..» الحديث. وأما من أجاز ذكر الله تعالى في هذا المكان: فلا يحتاج إلى هذا التأويل ويحمل «دخل» على حقيقتها.
وفي الإنصاف للمرداوي 1/191: تنبيه ظاهر قوله «ولا يتكلم» الإطلاق فشمل: رد السلام وحمد العاطس وإجابة المؤذن والقراءة وغير ذلك، قال الإمام أحمد: لا ينبغي أن يتكلم. وكرهه الأصحاب، قاله في الفروع. وأما رد السلام فيكره، بلا خلاف في المذهب.. وأما حمد العاطس، وإجابة المؤذن، فيحمد، ويجيب بقلبه، ويكره بلفظه، على الصحيح من المذهب، وعليه الأصحاب. وعنه لا يكره، قال الشيخ تقي الدين: يجيب المؤذن في الخلاء. وأما القراءة، فجزم صاحب النظم بتحريمها فيه، وعلى سطحه. قال في الفروع: وهو متجه على حاجته. قلت: الصواب تحريمه في نفس الخلاء، وظاهر كلام المجد وغيره: يكره. وقال في الغنية: لا يتكلم ولا يذكر الله، ولا يزيد على التسمية والتعوذ. وقال ابن عبيدان: ومنع صاحب المستوعب من الجميع، فقال: ولا يتكلم برد سلام ولا غيره. وكذلك قال صاحب النهاية. قال ابن عبيدان: وظاهر كلام أصحابنا تحريم الجميع لحديث أبي سعيد فإنه يقتضي المنع مطلقا. انتهى. قال في النكت: دليل الأصحاب يقتضي التحريم، وعن أحمد ما يدل عليه. انتهى. وقول ابن عبيدان: إن ظاهر كلام الأصحاب تحريم الجميع. فيه نظر؛ إذ قد صرح أكثر الأصحاب بالكراهة فقط في ذلك، وتقدم نقل صاحب الفروع، وليس في كلامه في المستوعب وغيره تصريح في ذلك، بل كلاهما محتمِل كلامَ غيرهما.
وقال ابن القيم في الوابل الصيب ص162: قالت عائشة : «كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه» ولم تستثن حالة من حالة، وهذا يدل على أنه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته. وأما في حال التخلي، فلم يكن يشاهده أحد يحكي عنه، ولكن شرع لأمته من الأذكار قبل التخلي وبعده ما يدل على مزيد الأعتناء بالذكر، وأنه لا يُخَّلُ به عند قضاء الحاجة وبعدها، وكذلك شرع للأمة من الذكر عند الجماع أن يقول أحدهم «بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ما رزقتنا». وأما عند نفس قضاء الحاجة، وجماع الأهل فلا ريب أنه لا يكره بالقلب؛ لأنه لا بد لقلبه من ذكر، ولا يمكنه صرف قلبه عن ذكر من هو أحب إليه، فلو كلف القلب نسيانه لكان تكليفه بالمحال كما قال القائل : يراد من القلب نسيانكم *** وتأبى الطباع على الناقل وأما الذكر باللسان على هذه الحالة، فليس مما شرع لنا، ولا ندبنا إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولا نقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم. وقال عبد الله بن أبي الهذيل : «إن الله تعالى ليحب أن يذكر في السوق ويحب أن يذكر على كل حال إلا على الخلاء». ويكفي في هذه الحال استشعار الحياء والمراقبة والنعمة عليه في هذه الحالة، وهي من أجل الذكر، فذكر كل حال بحسب ما يليق بها، واللائق بهذه الحال التقنع بثوب الحياء من الله تعالى، وإجلاله، وذكر نعمته عليه، وإحسانه إليه في إخراج هذا العدو المؤذي له الذي لو بقي فيه لقتله، فالنعمة في تيسير خروجه كالنعمة في التغذي به.
وبعد هذه الرحلة الطويلة في كلام أهل العلم في ذلك، أخرج إلى مسألة أخرى هي: إذا كانت الكُنُف [الحمامات] اليوم موصولة في الصرف الصحي، ونظيفة = فإن النجس يخرج منها مباشرة إلى خارج المنزل، فهل تكون كالصحراء إذا قضى فيها الحاجة، فيقال ذكر الخلاء عند نزع الثياب، لا عند الدخول؟ وهل يقوى الخلاف في جواز ذكر الله فيها، فتجوز التسمية عند الوضوء في الحمام، ويتابع المؤذن مثلا ؟ الظاهر أن القول بهذا له وجه قوي. والله أعلم.
|
| |