مترجم: 5 أسباب تجعل ستيفن هوكنج يعتقد أن مصير البشرية محكوم عليه بالفناء مترجم عن 5 Reasons Why Stephen Hawking Thinks Humanity Could be Doomed
كتب «تشاك بالانيوك» ذات مرة يقول «بعد مدة طويلة من الزمن، سينخفض معدل البقاء لدى البشر إلى الصفر». وإذا استمعتم إلى أحاديث ستيفن هوكنج خلال العقد الأخير، فقد تشعرون أن عمركم الافتراضي لن يطول للغاية. وفي السنوات الأخيرة، أفصح عالم الفلك الشهير عن المزيد من التحذيرات المفزعة للجنس البشري.
صرح هوكنج أمام اتحاد جامعة أوكسفورد البريطانية بالقول «لا أظن أننا سنصمد ألف سنة أخرى؛ ما لم نهجر كوكبنا المتداعي».
ليس هذا أسوأ تحذيراته. لقد جعل عالم الفيزياء النظرية من تحذير البشر هواية له. في الواقع، هاكم سرد لخمس طرق يمكن أن يباد عبرها الجنس البشري خلال العقد المقبل، وفقًا لرؤية هوكنج.
الذكاء الاصطناعي
في العام 2015، انضم هوكنج إلى «إيلون ماسك» مؤسس شركة تسلا، وستيف ووزنياك الشريك المؤسس لشركة «أبل»، وديميس هاسابيس المدير «التنفيذي لجوجل»، وأكثر من ألف من خبراء الذكاء الاصطناعي الذين خطوا رسالة مفتوحة حول «سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية» والروبوتات المزودة بالسلاح.
وفقًا للرسالة فإن «تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد بلغت نقطة حيث سيكون ممكنًا خلال سنوات، وليس عقود، من الناحية العملية على الأقل، استخدام أسلحة مستقلة، وأن التوقعات كبيرة جدًا. وُصفت الأسلحة المستقلة بأنها ثورة في المجال الحربي، بعد البارود والأسلحة النووية.
لا يعارض هوكنج إنتاج ذكاء اصطناعي قوي، لكن علينا أن نحذر من أننا لا نعرف ماذا سيحدث إذا ما فاقونا ذكاءً. ونتيجة لذلك، فإن المخاطرة كبيرة، لا سيما إذا ما جمعناها مع أنظمة الأسلحة الآلية.
الذكاء القادم من العالم الخارجي
جذب هوكنج اهتمام نشرات الأخبار العام الماضي؛ عندما أوضح عبر برنامجه «أماكن ستيفن هوكنج المفضلة»، أنه يخطط لاستكشاف كوكب «جليسي» 832 سي الذي يقع خارج المجموعة الشمسية، على مسافة 16 سنة ضوئية من الأرض؛ بحثًا عن علامات على حياة ذكية. وأوضح رغبته في نشر «سرب من المركبات الفضائية الصغيرة، تزن كل منها أقل بكثير من أوقية، ويرسلهم إلى نظام النجوم ألفا قنطورس».
لكن هوكنج أثار الدهشة بما قاله بعد ذلك؛ وهو «قد نستقبل يومًا ما إشارة من كوكب كهذا، لكن علينا أن نكون حذرين في الرد عليها؛ إن الالتقاء بحضارة متقدمة قد يشبه لقاء سكان أمريكا الأصليين بكولومبوس. لم يسر الأمر بشكل جيد للغاية».
على الرغم من أن بعض التصورات للكائنات الفضائية أظهرتها بأنها متقدمة للغاية، إلا أنها مسالمة جدًا، يبدو أن هوكنج يتصور أن هناك جوانب استعمارية في الفضاء الخارجي؛ ففي مقابلة سابقة، ألمح إلى أن الكائنات الفضائية قد لا تختلف كثيرًا عن الإمبراطورية الأمريكية في بحثها عن النفط.
«أتصور أنها قد تعيش على متن سفن ضخمة، بعدما استنزفت كافة موارد كوكبها الأم. إن مثل هذه الكائنات المتقدمة ربما أصبحت مثل البدو، حيث يبحثون عن قهر واستعمار أي من الكواكب التي يمكنها أن تصل إليها».
يتخيل هوكنج أن أي نوع من أنواع الكائنات استطاعت أن تجتاز هذه المسافة العظيمة بين النجوم لا بد أن لديها أنظمة تسلح شديدة التقدم.
اضمحلال الفراغ الكارثي
مثّل اكتشاف «العنصر الإلهي» المعروف باسم «بوزون هيجز» عام 2012 من قبل علماء في «مصادم الهادرون» الكبير اكتشافًا مذهلًا أثبت وجود ثلاثًا من القوى الأربع الرئيسة للكون، ولكن بالنسبة لرجل واحد، وهو ستيفن هوكنج، فقد مثّل على قرب دمار الكوكب.
مثلما ذكرنا سابقًا:
في بحثه النظري الذي حمل العنوان «ستارموس»، يصف هوكنج كيف أن الحقل الكمومي الذي يمنح عبره عنصر البوزون هيجز الكتلة للجسيمات يجعله مختلفًا عن معظم الحقول الأخرى. وعادة ما تكون هذه الحقول في حالة فراغ، ولكن حقل هيجز ليس فراغًا حقيقيًا، وبمرور الوقت، يصبح غير مستقر. عندما يتحول حقل هيجز إلى حالة الطاقة العالية، وهي عملية يقول هوكنج وغيره أنها قد بدأت، سيؤدي إلى تذبذب الكم المعروف باسم اضمحلال الفراغ.
«خلال ذلك الاضمحلال، والذي قد يبدأ في أية لحظة، ستبدأ فقاعة من الطاقة العالية غير المستقرة في استهلاك كل ما حولها بسرعة الضوء. وستصل هذه الفقاعة في نهاية المطاف إلى كوكب الأرض».
بعبارات أخرى، ووفقًا لهوكنج، فإن اكتشاف العنصر الإلهي ـ ربما ـ أثبت فقط مصيرنا المشؤوم.
العولمة الأوليجاركية
وفقًا لهوكنج، فإن من بين أعظم ما يهدد البشرية هو محسوبية الرأسمالية على نطاق عالمي. وقد أشار على وجه الدقة إلى «تفشي انعدام المساواة الذي يحفزه النظام الاقتصادي القائم على الآلة».
قال هوكنج في مقابلة معه على موقع «ريديت» «إذا كانت الآلات تنتج كل ما نحتاج، فإن النتيجة ستعتمد على كيفية توزيع الأشياء. يمكن للجميع الاستمتاع بحياة فارهة إذا جرى توزيع الثروة التي تنتجها الآلات، وإلا فسينتهي المطاف بمعظم الناس في فقر مدقع؛ إذا ما تصدى مالكو الآلات بنجاح لتوزيع الثروة. وحتى الآن، يبدو أن الاتجاه العام السائد يسير نحو البديل الثاني، مع تزايد انعدام العدالة بزيادة التقدم التكنولوجي».
التقدم العلمي
قال هوكنج أثناء تحدثه في المؤسسة الملكية في لندن:
«إننا نواجه عددًا من التهديدات لبقائنا مثل الحروب النووية، وكارثة الاحتباس الحراري، والفيروسات المهندسة جينيًا. وعلى الأرجح سيرتفع هذا العدد مستقبلًا، مع تطوير تكنولوجيات جديدة، وطرق جديدة يمكنها أن تسبب الكوارث. وعلى الرغم من أن فرصة حدوث كارثة لكوكب الأرض في سنة بعينها أمر مستبعد بشكل كبير، إلا أن الاحتمال يزداد بمرور الزمن، ويصبح شبه يقيني خلال الألف أو العشرة آلاف العام التالية».
ويضيف «بحلول ذلك الوقت، يفترض بنا أن نكون قد خرجنا إلى الفضاء، وإلى نجوم أخرى، لذا فإذا ما وقعت كارثة للأرض، فلن يفنى الجنس البشري. ومع ذلك، فلن نقيم مستعمرات دائمة في الفضاء قبل مائة عام على الأقل، لذا علينا أن نتوخى الحذر الشديد خلال هذه المدة».
المثير للاهتمام في الأمر، هو أن تهديدات هوكنج معزولة عن التقدم العلمي بوصفها أكبر خطر يهدد الجنس البشري. إن الأمر مثير للسخرية. وبينما نحن في حاجة إلى التقدم العلمي والتكنولوجي حتى نتمكن من استعمار كواكب أخرى (وهكذا نضمن نجاتنا في حالة وقوع كارثة تهدد الجنس البشري بأكمله)، فإن هذا التقدم قد يكون هو نفسه سبب زرع بذور فنائنا.
وهناك مفارقة مثيرة للسخرية أخرى. أثناء استخدامنا التكنولوجيا في الهروب من الكوكب، سنؤثر بشكل كبير على النظم الإيكولوجية للأرض ونفسح المجال بشكل أكبر للاحتباس الحراري الكارثي، والذي يصنفه هوكنج على أنه أكبر التهديدات التي تواجهنا.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».