برامج التعرف على الوجوه منتشره في كل مكان تقريبًا: هناك تلك البرامج المتصلة بكاميرات مراقبة صالات القمار في لاس فيغاس للتعرف على أصحاب السوابق في حالات الغش بل وضبط سلوكيات الاحتيال في اللعب نفسها، وهناك برامج كاميرات الشوارع والأماكن العامة التي تراقب الوجوه وتحلل الانفعالات كي يمكنها التنبؤ بأي أعمال عنف محتملة، وهناك برامج كاميرات المباحث الفيدرالية الأمريكية التي تتجسس على الحواسب وتحاول التعرف على وجوه المطلوبين للعدالة لديها؛ ثم هناك بالطبع برامج التعرف على الوجوه في فيسبوك الذي يتبرع مشكورًا بتحليل كل صورة لديك للبحث عنك في صور قد لا تكون لديك أصلًا وربطك بأصدقائك أو ما هو أفدح! وبالمناسبة، فقد تم الكشف مؤخرًا أن الخوارزمية التي يتسخدمها فيسبوك للتعرف على الوجوه أفضل وأكثر تطورًا من تلك التي يملكها مكتب الاستخبارات الفيدرالية الأمريكية! هذا مطمئن للغاية كما ترون! هكذا، وكما تقضي قواعد الكون نفسه، كانت المسالة مسألة وقت فقط حتى يظهر نقيض أو مانع تلك التقنية: تقنية إلغاء تقنية التعرف على الوجوه! متى وُجد اليانج فهناك الين لا مفر! اليابان أولًا… بالطبع! اليابان هي الرائدة في هذا المجال… ظننت هذا بديهيًا! فبينما تقرأ هذا المقال الآن، يعمل معهد اليابان القومي للمعلوماتية Japan’s National Institute of Informatics على تطوير “نظارات خصوصية” جديدة تمنع الآلات أو الذكاء الصناعي على وجه أدق من التعرف على الوجوه البشرية.
النماذج الأولية لهذه النظارات تستخدم مصابيح تحت حمراء دقيقة لخداع الكاميرات وجعل عملية التعرف على الوجوه أو قراءتها مهمة مستحيلة تقريبًا. يمكنكم التعرف على طريقة عملها في مقطع الفيديو التالي…
ما ترونه بالأعلى كان النموذج الأولى، لكن المعهد قام بتحسين التقنية المستخدمة به بشكل أكبر منذ ذلك الحين. الجيل الثاني من نظارة حماية الخصوصية يستخدم مادة جديدة، غير معروفة بعد، بسطح مزخرف بنمط معين لامتصاص وعكس الضوء الساقط على العدسات. وعلى نفس القدر من الأهمية، فتصميم الجيل الثاني يبدو أقل إثارة للشكوك والريبة بكثير! فهيكل النظارة الجديد المصنوع من التيتانيوم يمنح مرتديه مظهر رياضي جذاب كذلك.
النظارات نجحت بالفعل في خداع كاميرات الهواتف الذكية في ٩٠٪ من حالات الاختبار ببرامج للتعرف على الوجوه؛ ومن المتوقع أن يتم طرحها بسعر يقارب 240 دولار أمريكي.
AVG! على الأرجح، قد استخدمتم تطبيق الحماية من الفيروسات AVG في مرحلة ما من حياتكم. AVG كلفظة هي اختصار لـ Anti-Virus Guard وتعني الشركة في الأساس بتطبيقات أمن المعلومات؛ لكن الشركة لديها عرض حديث للغاية لك: نظارة نظر بريئة المنظر تربك برامج التعرف على الوجوه بالاستعانة بمؤشرات LED تحت حمراء لن تستطيع العين البشرية تمييز انبعاثاتها مطلقًا، لكنها تتداخل مع قدرات الكاميرات في رؤية والتقاط صورتك!
يمكنك اختبار التقنية بنفسك بتجربة بسيطة: قم بتوجيه جهاز التحكم عن بعد (ريموت كنترول) الخاص بالتلفاز إلى كاميرا هاتفك واضغط على زر ما. هل لاحظت ذلك الضوء الأحمر الباهت من مصباح الإشارة؟ هذه هي فكرة تلك النظارات في الأساس!
لكن للأسف، فنظارات AVG لحماية الخصوصية، والتي عرضتها الشركة في معرض المؤتمر العالمي السنوي للجوال Mobile World Congress في برشلونة هذا الأسبوع، لا تزال مجرد مفهوم تصميمي حتى هذه اللحظة ولا يجب توقع توفرها للعامة قريبًا. ما ترغب به إيه في جي في هذه المرحلة هو إطلاق محادثات وجلسات حول ضرورة انتشار هذا النوع من تقنيات حماية الخصوصية. مزيد من الخصوصية أم الجريمة؟ كما ترون، فكلا النظارتين المقدمتين من معهد NII أو AVG تقدمان حلولًا فعالة حقًا في تحقيق الهدف منهما، وإن كانت نظارة الأخيرة تبدو أقل إثارة للريبة وأكثر طبيعية. لكن الإشكالية الواضحة هنا هي: هل ستستخدم تلك النظارات فيما طورت من أجله في الأساس فقط؟ أم أن هناك جانبًا مظلمًا لها، حال كل تقنية في الواقع؟
هناك من ينوي السطو على مصرف ما، أو سرقة متجر كبير أو تنفيذ عملية إرهابية: لا داعي لارتداء قناع أو حتى وشاح بسيط. أنت مواطن تقليدي يرتدي نظارة طبية بريئة وستقوم بتنفيذ مهمتك في سلام وتغادر المكان ولن تتعرف عليك الكاميرات بعد مراجعة التسجيلات! نحن لا نتحدث هنا عن برامج التعرف الإلكتروني على الوجوه، بل حتى على مستوى العين المجردة! كيف يمكن حل هذه الإشكالية في رأيكم؟