الأشعة تحت الحمراء أشعة حرارية تنبعث من كافة الأشياء من حولنا، إذ تعتبر الشمس المصدر الرئيسي لهذه الأشعة، بالإضافة إلى الأجسام الحية الأخرى الباعثة للحرارة مثل جسم الإنسان والحيوان والنباتات وكذلك الكرة الأرضية، والشمس، والأجرام السماوية، هذه الأشعة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولكن باستخدام أجهزة خاصة يمكن للإنسان رؤيتها، وهي التي تصلنا من الشمس وتشعرنا بالدفء عند تعرضنا لأشعتها.
تتفاوت قدرة الأشياء من حولنا على عكس الأشعة تحت الحمراء، فالأشجار تعكس تلك الأشعة بشكل أكبر من المسطحات المائية على سبيل المثال. تستخدم الأشعة تحت الحمراء في بعض الأحيان لتسخين الطعام أو الإبقاء عليه ساخناً، ويجب التأكيد في هذا الصدد على نقطة هامة وهي أن الأشعة تحت الحمراء القريبة لا تعد ساخنة ولا يمكن الشعور بها، وهي التي تستخدم في الأجهزة للتحكم عن بعد.
أما التصوير بالأشعة تحت الحمراء فإنه يستخدم على نطاق واسع لأغراض عسكرية ومدنية، وتشمل التطبيقات العسكرية للاستحواذ على الأهداف بدقة، وكذا في المراقبة وللرؤية الليلية، وتعقب صاروخ موجه، أما الاستخدامات غير العسكرية فإنها تشمل تحليل الكفاءة الحرارية، ودرجة الحرارة والاستشعار عن بعد، والتحليل الطيفي، والتنبؤ بالأحوال الجوية. أما علم الفلك فإنه يستخدم الأشعة تحت الحمراء عند الاستعانة بالمقاريب المزودة بأجهزة استشعار لاختراق مناطق الغبار في الفضاء إلى غير ذالك من الاستعمالات. والأشعة تحت الحمراء كما ذكرت سابقا هي أشعة حرارية تنبعث من كافة الأشياء من حولنا، ولكن لا يمكن مشاهدتها بالعين المجرة، لكن باستخدام المناظير الليلية نستطيع رؤية الأجسام في الظلام وذلك لأنها حساسة بشكل كبير للأشعة الحرارية المنبعثة من هذه الأجسام، ومن خلال هذا الموضوع أحبائي في الأمل سنتعرف على بعض الأساسيات العلمية حول الأشعة الضوئية، وكيف تلتقط الكاميرا الرقمية الصور بالأشعة ما دون الحمراء.
من المعروف أحبائي أن عملية الرؤية تتم بواسطة انعكاس أشعة الضوء المرئي من الجسم الذي ننظر إليه بأعيننا والتي بدورها تكون صورة للجسم على شبكية العين وتنتقل معلومات الصورة من خلال الألياف البصرية إلى الدماغ ليترجم صورة الجسم. ومن هنا فإن عملية الرؤية تعتمد أساسا على أشعة الضوء المرئي سواء كان مصدره أشعة الشمس أو مصابيح الإضاءة الكهربائية، ولهذا السبب لا يمكن للعين أن ترى الأشياء لعدم توفر الضوء المرئي المنعكس من الجسم إلى العين وبالضبط هذا ما يحدث أثناء التصوير العادي، أما في مجال التصوير بالأشعة ما تحث الحمراء فعندما ينعكس الضوء من الجسم المراد تصويره، يتم دخول هذا الأخير (الضوء) عبر عدسة الكاميرا وانكساره على الفيلم الحساس ليشكل في النهاية الصورة، تماما كما يحدث داخل عين الإنسان، إذن الضوء هو أساس عمل الكاميرا، وكما هو معلوم فإن الضوء ينقسم إلي عدة ترددات وموجات ترددية، منها المرئية وهي الموجات الضوئية ذات الأطوال الواقعة في المجال من 400 ولغاية 650 نانومتر، أما الموجات التي تقع خارج ذلك المجال فهي غير مرئية، مثل الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وهي أشعة ضارة يتم امتصاص الجزء الأكبر منها خلال مرورها عبر طبقة الأوزون.
ومن خلال ما سبق نستنتج بأن الصور التي نحصل عليها بشكل طبيعي تشكلت من خلال الضوء المرئي، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل باستطاعتنا مشاهدة الضوء غير المرئي؟
إجابة هذا السؤال هي محور موضوعنا ، ففي التصوير الفوتوغرافي بالأشعة تحت الحمراء، تستعمل أفلام خاصة حساسة للأشعة تحت الحمراء ذات النطاق الترددي القريب من النطاق المرئي (بطول موجة يتراوح بين حوالي 700 و900 نانومتر)، بدل استعمال أفلام حساسة للأشعة الحمراء ذات النطاق الترددي البعيد من النطاق المرئي المستعملة في التصوير الحراري الليلي.
إن الصور المحصل عليها باستعمال تقنية التصوير هذه تكون بألوان مختلفة عن الألوان الطبيعية وغير عادية، أو بالأبيض والأسود. ففي حالة التصوير بالأبيض والأسود فإن الألوان تكون بتدرجات رمادية مغايرة لما نعرفها. أما في حالة التصوير بالألوان، فإنها تصبح غير مألوفة، وعلى سبيل المثال فإن أوراق الشجر والأعشاب تصبح بيضاء عند عكسها للأشعة تحت الحمراء، في حين تكتسي السماء باللون الأسود الداكن، لتبدو الغيوم واضحة بشكل فريد.
، بعد تعرفنا على ماهية الأشعة تحت الحمراء وعلى التقنية المستخدمة في التصوير بها، ما رأيكم أن أصحبكم في جولة عبر مجموعة من الصور الملتقطة بهذه التقنية؟ فلعل القليل منكم من كانت له الفرصة لمشاهدة مختلف المناظر من خلف الأشعة تحت الحمراء. صدقا إنه عالم بمنظور آخر يزخر بالجمال والروعة، نابض بالحياة، إنه فعلا عالم غامض وساحر.