لكل مثل قصة و لكل قصة رمز يرمز إلى شيء، أو عدة أشياء ، و كل واحد يمكن أن يشرح المثل حسب فهمه و آجتهاده دون أن يدعي أن تأويله نهائي. فالأمثال الشعبية مادة خام، و ستظل كذالك صالحة لكل زمان و مكان آرتأيت في هذا الموضوع أن أشير إلى بعض الأمثال من الثقافة الأمازيغية الشعبية التي تحمل بين طياتها عبر و حكم و موعظة، و نظرا لتعذر فهم هذه اللغة فسأقوم بوضع ترجمة لها . آستعنت في هذا الطرح بكتاب نان ويلي زرينين - قال الأولون - لمحمد مستوي و سأحاول بإذن الله إدراج مقابلات لها في الأمثلة العربية أو القريبة لها في المعنى
على بركة الله سنبدأ..
و آخترت كبداية هذا المثل الذي يعجبني كثيرا لما يحمله من حكمة - يات تزويت ءورار تسكار تامنت - الترجمة : النحلة الواحدة لا تصنع العسل و يقابله أيضا المثل القائل : اليد الواحدة لا تصفق فلنجعل هذا المثل شعار منتدياتنا و نتعاون جميعا من أجل الخير و نشر المعرفة و الرقي بمنتدياتنا .. منتديات الأمل ..
- غاينا ءاكيك ران غيد كيغ زانين - الترجمة: تلك أغلى ما تتمناه الكلاب المطاردة لنا و هذا المثل مستخلص من الحكاية التالية: يحكى أن ذئبا و صغيره تعرضا لمطاردة الكلاب لمسافة طويلة، مما جعل الصغير يلهت و يصرخ لوالده بأن التعب قد أنهكه، و هو بحاجة إلى الراحة تحت ظل شجرة ، و تلقائيا أجابه الوالد المحنك، تلك أغلى أمنية لدى الكلاب المطاردة لنا، لما آلتفت ، وجدها قاب قوسين منهما.. المثل يحث على العمل المستمر ، فمتطلبات الحياة تطارد كل واحد، و الراحة تعني الوقوع فريسة المتطلبات اليومية. الحركة الدائبة تعني الإنتاج، و الراحة الدائمة تعني الفقر، سواء على صعيد الأسرة أو على الصعيد الوطني.. و يردد المثل للتذكير بأن الأعداء بدورهم كلاب ينتظرون الراحة التي تعني قلة الإنتاج آقتصاديا و ثقافيا ليسهل عليهم الإنقضاض على الوطن ماديا و معنويا. لهذا فالوطن بمنزلة الأب يطالب أبناءه بمواصلة السير في جميع الميادين.
- يوف ياناك ءيملان ياناك ءيفكان - الترجمة: من علمك أحسن من الذي أعطاك المثل يحث على العمل و نبد الإتكال و م الأمثال العربية الشائعة في هذا الصدد لا تعطني سمكة.. بل علمني كيف أصطادها.
- تافولوست نا ءور ءيسكوطين فتكلاي ءورار تنورزوم ءيكياون - الترجمة: الدجاجة التي لا تلازم بيضها لن تخرج الكتاكيت يقال هذا المثل للحث على المثابرة و الإستقرار في عمل ما للحصول على نتائج مرضية
- غنا زوند وانا ءيكرزن ستفولوست، ءيخت يوت ءينغت، ءيخت يوجا تكروياس أمود - الترجمة : ذاك كمن يحرث بالدجاجة إن ضربها يقتلها، و إذ تركها تلتقط الحبوب كبذرة. المثل يحث على عدم إسناد المسؤولية لغير أهلها و يقال لم أراد أن يقوم بعمل دون إعداد العدة اللازمة لذالك.
في الأزمة آرفع رأسك عاليا/ يقول المثل الأمازيغي: - أنزيض ءيغ ياد ءيكمض يال تكايوت نس - الترجمة: السنجاب يرفع رأسه عاليا و لو أحرق السنجاب حيوان صغير ، يصطاد بكثرة في الجنوب، و فور آصطياده يوضع فوق الجمر مباشرة ليسلق. إلا أن الملاحظ أنه يرفع الرأس عاليا و لو بعد إحراقه تماما كما كان يفعل لحظة وقوفه فوق أعلى صخرة. يقال هذا المثل للحث على تحمل الصعاب.
- غنا زوند تافونست تامجوط، ءايناد كييس زكن زغرناس ءيس ءيلم نس - الترجمة: ذاك كبقرة مجرابة، ما حلبوه منها يذهنون بها جلدها. يقال هذا المثل لمن عمله غير مجدي ، لسوء تنظيمه أو كثرة تبديره.. فالبقرة المجرابة تحلب كغيرها و من حليبها يستخرج السمن كلب لمنتوجها ، و بذل أن يكون مفيدا للفلاح بثمنه و الأكل منه، ذهبت به البقرة لنفسها نتيجة ما بجلدها من حفر و أخاديد تندر بموتها.
- كانداك مدن تاكانت ءوريند، نتان ءيقامان كيس - الترجمة: الناس كلهم كانو في الغابة و عادو، إلا هو آستقر فيها. الغابة هنا عدم الشعور بالمسؤولية ، المراهقة المفرطة الصبيانية المسنة ، الجري وراء الملذات. يقال هذا المثل لمن آتخد المرقص ناديا، و الخلاعة شعارا و اللهو المتسلسل هدفا، إلى أن ظل الطريق و آستحالت عودته، في حين أطل غيره و عاد من التيه ، ليندمج في عالم المعاناة عالم الأخد و العطاء.
- ءوسان ن لحما ءاغ ءيزدم بنادم ءيتكرست - الترجمة: في الصيف يحتطب المرء للشتاء. المثل يحث على الإستعداد في الرخاء للشدة.
- ءونشكنا ءيبد ءومكسا ءيرا ءات ءيتازال - الترجمة: كل وقت وقفه الراعي سيستدركه جريا. يقال هذا المثل لمن ينتظره عمل و تقاعس في القيام به نائما أو عابتا و الوقت يمر بالثواني، و الدقائق، و الساعات... متى أدرك التهاون ، وجد غيره أنهى العمل، كفلاح في الحرث و الحصاد، أو كطالب تكومت المراجه وراءه و الإمتحان قاب قوسين، و كاتب.. أوراق إدارية فوق مكتبه و الناس ينتظرون بينما غيره أنهى ما لديه. و من الأمثلة العربية المتداولة في هذا الصدد لا تأجل عمل اليوم إلى الغد.
- ءيرزا ءوكالو، ءارن تاكان ءيمي ءيتفوناست - الترجمة: أصيب المحراث بالعطب، و أخدو يتفحصون فم البقرة. يقال المثل لمن يجهل شيئا و آدعى الإختصاص فيه.
كانت هذه بعض الأمثال الأمازيغية من كتاب نان ويلي زرينين لمحمد مستوي بتصرف