مسكت قلمي لأكتب همومي .....
من نعم الله الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد والتي يغفل عليها الكثيرين القلم والبيان فهما نعمتان كبيرتان فبالبيان نخاطب الحاضرين وبالقلم نخاطب الغائبين فبهما يمكنك التواصل مع القريب والبعيد . والقلم هو الأداة التي توصل كل معلومة بدون صوت وتحتفظ بكنوز العلم وتواريخ الأحداث دون ملل أو كلل .. فالقلم له قدسية خاصة ومكانة عالية إذ أقسم به الله في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في سورة القلم : " ن والقلم وما يسطرون " وهو قلم الملائكة التي تكتب به أعمال العباد كما سخره الله بين يدي الناس كتبوا به القرآن الكريم ودونوا الحديث النبوي الشريف كما استعملوه في امورهم ومعاملاتهم وعلومهم وكل عهودهم ومواثيقهم ..
وفي جواهر الأدب : لا يستطيع أحد أن يقلل من شأن القلم ومن يصول به ويجول فالقلم كما قال احد اللسانين وهو المخاطب بسرائر القلوب علي لغات مختلفة من معان معقولة بحروف معلومة " ...
لهذا يجب ألا نستعمله إلا في صدق الحديث وطيب الكلام الذي يدعو إلى المحبة والألفة والإصلاح بين الناس ولا يجوز أن نجبره علي الكذب والفتن والنفاق لأنه لم يخلق لذلك ... ولكن للأسف في عصرنا هذا ما اكثر الذين أجبروه علي الخوض في قبيح الكلام وسوء الخلق ونشر الأكاذيب والإشاعات والفتن تتلقفه الأيادي الملطخة بجرائم التزوير والغش وشهادات الزور والعياذ بالله ، وبذلك أخرجوه من قدسيته مجبرا فتراه حزينا مهموما .... ألا يعلم هؤلاء أنهم محاسبون علي ما تخطه أقلامهم أشد الحساب يوم لقاء الله ...
فيا إخوتي وأخواتي أحسنوا التعامل مع أقلامكم واجعلوها فيما خلقت من أجله من صدق وكلام طيب يصلح الله حالكم في الدنيا والآخرة ....
وصدق من قال :
مسكت القلم لأكتب همومي .... فبكى القلم قبل أن تبكي عيوني