أوصى بعض الحكماء ولده فقال له يا بني عليك بطلب العلم وجمع المال فإن الناس طائفتان خاصة وعامة.. فالخاصة تكرمك للعلم والعامة تكرمك للمال وقال بعض الحكماء إذا افتقر الرجل اتهمه من كان به موثوقا وأساء به الظن من كان ظنه حسنا.. ومن نزل به الفقر والفاقة لم يجد بدا من ترك الحياء ومن ذهب حياؤه ذهب بهاؤه وما من خلة هي للغنى مدح إلا وهي للفقير عيب فإن كان شجاعا سمي أهوج وإن كان مؤثرا سمي مفسدا وإن كان حليما سمي ضعيفا وإن كان وقورا سمي بليدا وإن كان لسنا سمي مهذارا وإن كان صموتا سمي عييا.. وقد قيل :
( الناس أتباع من دامت له نعم *** والويل للمرء إن زلت به القدم ) ( المال زين ومن قلت دراهمه *** حي كمن مات إلا أنه صنم ) ( لما رأيت اخلائي وخالصتي *** والكل مستتر عني ومحتشم ) ( أبدوا جفاء وإعراضا فقلت لهم *** أذنبت ذنبا فقالوا ذنبك العدم )