19.06.17 1:13 | عآلم إفترآضيرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2960 | نقاط : 59318 |
|
| موضوع: عآلم إفترآضي عآلم إفترآضي
لكل منا عالم افتراضى يعيش بداخله , يسيره على هواه ويحقق فيه من الانجازات ما يعجز عن تحقيقه على أرض الواقع. ربما كان هذا العالم كتابا نقرأه ونتوحد مع أبطاله نبكى لبكائهم ونفرح لفرحهم ويملؤنا الفخر لإنجازاتهم , ويكسرنا حزنهم وفشلهم. وربما كان عالمنا الافتراضى لعبة نكون فيها من الأبطال الخارقين , نحقق الأحلام ونفعل العجائب ونحارب الأشرار ونملأ الأرض عدلا وسلاما, أو لعبة أخرى نبنى فيها مدنا ونزينها ونزرع الحقول ونربى الحيوانات ونكون من رجال المال والأعمال ونحقق الثروة التى نحلم بها. نبنى بيوتا جميلة ذات حدائق غناء تتناثر فيها الزهور والأشجار وتسكنها أجمل الطيور , بيوتا بعيدة عن الزحام وضيق المكان لا تعترف بثمن قطعة الأرض ولا أسعار التشطيبات. قد يكون عالمنا الإفتراضى هو شخصية خيالية ننتحلها على مواقع التواصل الاجتماعى , ليس من أجل الخداع او التزييف , ولكن لمجرد أن هذا ما نتمنى أن نكونه , أو ربما ما نعتقد أننا لو كناه لأصبحنا محبوبون أكثر - طبعا مع اعتراضى الشديد على هذا العالم الافتراضى-. بعضنا عالمه الافتراضى هو الأحلام وعادة ما تكون أحلام اليقظة التى يستغرق فيها وتستغرقه, يتصور نفسه كيف يشاء , يتصور غده وما بعد الغد , ويخطط لأشياء جميلة وعظيمة. أما من يمتلك موهبة الكتابة فهو يحول عالمه الافتراضى إلى قصص وروايات , تتكلم أبطالها بكل ما يعجز عن البوح به , وتقوم بكل ما يحلم به ولا يجرؤ على تنفيذه , او ما يريده وتقف ملايين العقبات فى طريق تحقيقه. بالطبع تختلف قيمة هذه العوالم الافتراضية كما تختلف مميزاتها وسلبياتها, وتعتبر القراءة والكتابة هما أفضل العوالم الافتراضية التى يمكن ان يحيا فيها الانسان بدون التاثير السلبى على حياته , بل ربما يكون لها أفضل التأثير على مسار الحياة والتقدم بها . كل منا يحتاج إلى عالم افتراضى خيالى جميل نلجأ إليه بين الحين والآخر, قد يكون عالمنا الافتراضى هذا أو ذاك او تلك ولكن المحصلة أننا جميعا لنا عالم افتراضى نحبه ونتمناه ونقضى فيه الساعات والأيام ونشتاق إليه إذا ابتعدنا عنه, عالم يشعرنا بقيمتنا المفقودة , ونجد فيه كل ما نحتاجه من حب واهتمام وتميز وقوة وعبقرية , ولكننا يجب ان نحذر من أن يستهلكنا هذا العالم ويمنعنا من الحياة فى الواقع وتطويره وتحويله إلى عالمنا الذى نريد. |
| |