07.09.17 15:32 | حين يصبح الحب سلعةرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو متالق
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 798 | نقاط : 104220 | |
|
| موضوع: حين يصبح الحب سلعة حين يصبح الحب سلعةبسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة ..أحبّك..
“أحبّك” صارت كـ”سلام” توزعها النساء كل يوم على رجل مختلف أقنعتها صفحته وشدتها صورته وبدا في ملامحه أنه محترم وممكن لمشروع البحث عن موسم اللقاح؛ ويلقيها الرجال على كل عابرة اقتحمت النافذة بلطف وغنج أو اقتحمت المنشور بقلب أو تعليق ظريف، تُلبَسُ وتُخلَعُ كالأحذية العمومية في جولات الصيد، يُستهان بها كأنّها التعبير الوحيد لحمّى الإعجاب والطّعم الوحيد لاقتناص تجربة. أحبك كل يوم تُغتصب في برامج المحادثات وتختنق في أسلاك الهاتف، تموت في سوء الظّن.
“أحبّك” صارت كضحايا الحروب وضحايا الفِراش، صارت مجرد مقبلات تفتح الشهية وتساعد على الهضم تذوب مع ثلج الكؤوس الوهمية والنّبضات المؤقتة والشهوات الكاذبة، مجرد ثمن بخس لشراء غاية، لا تَشُلُّ الأصابع ولا توقِع بطارية الهاتف، ولا توقف ذاكرة الكمبيوتر ولا تصيب بارتداد الأنفاس وتقلصات الأمعاء وتباعد الضلوع في القفص الصّدري. جامدة في الأذن، عادية جدا كالقهوة الباردة أو باهتة كالماء الدافئ، قليلا جدا مؤثرة في إيقاظ الجِلد وتحميص الرّغبة، مفيدة بعض الشيء في هزّة اضطرارية، لا بأس بها كمخدّر في رسالة، أو ككذبة مقنّنة في قصيدة، تشبه أعراض الإمساك عند الكتاب، هي ملتهبة حتى يخرج النّص، وأنثى حتى آخر قطرة من مني الإلهام.
“أحبّك” لذيذة في ألسنة المنافقين ربما لأنها ممزوجة بسكر الغدر وعسل العبث فلتلك الأشياء طعم أشهى ليس كالماء الذي لا طعم له!
“أحبك” حقيقية جدا في الحلق الذي يَشرق بها فيبتلعها منذ الهمزة، حارقة تماما في القلوب التي فاتَها الدّرس واستيقظت في الزمن غير الصّواب، دون صدى في أصواتهم المتعبة،ملطّخة بالدّم مبللّة بالدمع يسيل لعابها من حافّة الكاف، تجرّ كَسرتَها وقد تدعسها وقد تنساها تحت عجلات حادث خيبة، يابسة من قلب رجل مات كثيرا، موحلة من قلب أنثى سلمتها الفرصة الأخيرة للحياة، مبتورة بين امرأة ستتخلى عن إيمانها ورجل كفَر وانتهى، ليست كما يُرادُ لها (فسيلة للبقاء أو القطرة التي رسالتها أن تدثر الحصى).. هي فقط الأمل الذي إذا غادر قد لا يعود، مجرد الشفاهِ التي تنعش جفافَها قبلة في الهواء.
“أحبّك” الخالدة هي التي قالَها الغفران بعد الغياب، واللهفة بعد الجفاء، والصفاء بعد الكدر، هي التي لا تتكرّر في نصّ الحياة، لا مرادف لها، لا توضع في الجيب ولا تُحفظ في علبة بل خُلقت كالنّطفة لأجل قلب واحد.
“أحبك” واحدة مخلصة شاحبة واقفة تغني بصوت خجول ونظرة نائمة ويد ترتجف وروح ستقع وظهر يستند على ذراعيّ الصّدرية الضيقة وارتفاع الكعب الموجع، وكلام ينصهر في براكين الترقُّب.. فقط واحدة وحيدة كالدّمعة في أكوام التراب، هكذا عزلاء وسط الغارات الزّائفة، ضعيفة كبحة الصدق وسط مكبرات الكذب، مخنوقة كناي مدفون تحت المهاريس تُعوِّلُ على نظريّات التّوأم الآخر والروح المشابهة والنّصف المنتظر. إذا كانت الحياة عادلة فستمرّ من هناك! مما تصفحت اللحظة للكاتبة...نُسيبة عطاء الله -الجزائر- |
| |