المرأة التي تستعمل المفردات الأجنبية.. تعزيز للنقاش أم مجرد استعراض؟
يشار إلى أن الأبحاث الحديثة في سيكولوجية الاتصال الاجتماعي، تؤكد وجود علاقة بين ما تنطقه المرأة وما تفكر به؛ فالمرأة التي تدرس اللغات الأجنبية، تكون اكتسبت خاصية التفكير بتلك اللغة أثناء حياتها الجامعية أو معيشتها في الخارج.
وحين تتكلم هذه المرأة في أي اجتماع، أو مع زملائها في العمل، أو في الحياة اليومية، فإنها تجد نفسها تنطق بما تفكر، وبذلك تستخدم المفردات الأجنبية على نحو عفوي يعرف المستمع أنه ليس من باب الدلع أو البريستيج أو الاستعراض.
إشارة لثقافة المرأة وتمكّنها
وفي بحث حول “الترندات” المستجدة في البرامج التلفزيونية العربية، تبيّن أن ما لا يقل عن 73% من البرامج الطبية والتجميلية والفنية، أصبحت تتوسع في استضافة النساء اللواتي يُفرطنَ في استخدام الكلمات الأجنبية والشرح بها. وكان التقدير بأن هذا الأمر شديد الجاذبية للمشاهدين، ويمنح المتحدِّثة صفة الثقافة والتمكنّ من الموضوع.
وتنخفض نسبة “خلط المفردات”، إلى حدود 42% في البرامج الحوارية التي تعرض وجهات نظر النساء في القضايا الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية.
ما بين اللزوم والاستعراض
وأشار الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي لـ “فوشيا” أن الحد الفاصل بين اللزوم والرفاهية الاستعراضية يتوقف على تقدير المشاهد، فإذا كانت فنانة ما يعرف الجميع أنها غير متعلمة، تلجأ إلى الإكثار من استخدام التعابير الإنجليزية في حديثها، فإن ذلك مدعاة لانتقادها من المشاهدين. لكن إذا كانت المتحدثة خبيرة أزياء وتجميل وتسرف في استخدام التعابير الأجنبية، فبالتأكيد سيجد المشاهد لها عذراً في ذلك، كون معظم الأسماء والأوصاف لهذه التخصصات النسائية هي مفردات أجنبية.
وأضاف الخزاعي إلى أن هناك فاصلاً خفياً بين الدلع أو حسب ما أسماها “الطعوجة” والاستعراض، وبين الحاجة الفعلية للتعبير عن النفس لدى المرأة التي تطعّم لغتها بالمفردات الأجنبية، يستطيع التقاطها من سمع هذه المرأة أو شاهدها وهي تتحدث.
وحسب الخزاعي، فإن الذكيات المتميزات يتعلمنَ بالممارسة مهارات التعبير عن أنفسهنّ باللغة التي يأنس لها المستمعون، حسب نوعية الاجتماع أو المناسبة؛ ففي المقابلات الوظيفية مثلاً، تكون الحاجة للتعابير الأجنبية أكثر وقعاً وتحقيقاً للنجاح.
وبيّن قائلاً: “إن استخدام المرأة العربية الشرقية للكلمات الأجنبية أثناء الكلام العادي ما زال مسألة قيد النقاش، والبعض يصفها بلغة “الباي والهاي” ويراها غير مستحبة أو استفزازية، بينما يتفهّم آخرون بأنها أمر طبيعي، أو حيلة للفتاة كي تعبر عن ثقافتها بشكل عفوي”.