استشعار عظمة الله لبِنة أساسية، وقيمة عظيمة، على الوالدين الحرص على غرسها في نفوس الأبناء، ما المقصود بعظمة الخالق؟ وكيف يمكنك غرسها في نفوس أطفالك، ودفعهم إلى استشعارها؟ سؤالان نجيب عنهما :
*عظمة خلق الكون
قال سبحانه وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد:2]. أخبري طفلك أن عظمة الخالق تتمثل في خلق السماوات ورفعها دون أعمدة، واسأليه: هل في إمكان سقف المنزل أن يكون موجودًا دون أعمدة؟ بالتأكيد لا، لكن سبحانه وتعالى بعظمته وقدرته، رفع السماء دون أعمدة، كما خلق نعمة الشمس والقمر لنتعرف على الليل والنهار وسخرهما لمصلحة عباده.
* عظمة خلق الإنسان
قال سبحانه وتعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} [البلد: 8 - 9]، يشعر الطفل بحواسه الخمس، ولكنه قد لا يدرك أنها نِعمٌ من عظمة الخالق، قولي له: إن من عظمة الله، خلقه لنا، ومن عظمة خلقه لنا، نِعم الحواس، من عينين وشفتين... فدون تلك النعم لن يستطيع الإنسان أن يقوم بكثير من الأمور، وقد خلقها الله لنا بقدر عالٍ من الدقة لنتمكن من عبادته حق عبادة، ولنشكره على نعمة خلقه لنا أسوياء في أحسن صورة.
* عظمة خلق الطعام والشراب
الطعام والشراب من أعظم النعم التي تحافظ على حياة الإنسان، اسألي طفلك: هل يمكنك العيش دون ماء، أو طعام؟ بالتأكيد لا. إذن شاهد عظمة الله في خلق الماء والنبات، قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا} [عبس: 24- 25-26-27]، أخبريه أن الله رزقنا الماء في صورة مطرٍ لنشرب منه، وشقَّ الأرض ليُنبِت لنا جميع ما نأكله ونعيش عليه من خضروات وفاكهة وحبوب.
* عظمة خلق الحيوانات
قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5]، أخبريه بأن خلق الحيوانات من أعظم النعم؛ لأنه سخَّرها لنا، ليس فقط للطعام؛ بل ولأمور كثيرة، منها صنع الثياب التي نرتديها.
*شكر الله على نعمه
أخيرًا بعد أن كشفت له بعضًا من نِعم الله التي تدل على عظمته، سبحانه وتعالى، اطلبي منه أن يشكر الله على ما قدمه لنا من نِعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ...} [إبراهيم: 7] فقد وعد الله عباده الشاكرين بأن يزيد من عطائه لهم؛ لذا علينا حمد الله وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأن نحافظ عليها بعمل الصالحات وتجنب المعاصي.