فلا تعتقد أنَّ الكلَّ يتمنَّى مصلحتَكَ، ويحبُّ الخيرَ لكَ وإنِ ابتسَم في وجهِكَ، وإنْ ألانَ لكَ الكلمةَ ورقَّقَ لك الحرفَ! وثمة بشرٌ لا يتمنون زوالَ النعمة فحسب، بل ويباشرونَ كلَّ ما في وُسْعِهم من وسائلَ شيطانيَّة لتجريد صاحب النّعمة من نعمته، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ!
وهناك من يتوسعُ في إظهارِ حياة الترف التي يعيشها وأرى أن المحرض الأولُ في هذا - ولاشكَّ - التفاخرُ والاستعراضُ،
وهذا لاشك سلوكٌ غير ناضج فربما كُسر به قلوب مساكين, وربما جعل البعض يزهد كثيراً في حياته!
ما أجملَ أنْ تحظى حياتُنا بشكل عامٍّ بشيء من الكتمان والخصوصية، وبغلاف راقٍ من الغموض المُحبَّب!
سُئل شخص ما ذات يوم : لماذا لا تنقل لنا يومياتك في مواقع التواصل؟ فقال : لأمرين أحدهما يخصكم , والثاني يخصني:
أما الذي يخصكم: فلماذا أشغلكم بأمور تافهة؟ ويومياتي ويوميات أي شخص تعتبر من التوافه لا نفع منها في الدنيا ولا في الآخرة ؛ إشباع فضول لا أكثر! ولا يصح أن نملأ وقتًا أو عقًلا بها!
أما الأمر الذي يخصني: فلا يحق لعامة الناس أن يقفوا على كل تفاصيل حياتي فهي أمرٌ خاص بي!
نصيحتي لكم اظهروا ما تحبون أن يكتب لكم في صحيفة أعمالكم وكذلك إن أردتم المزيد من الهيبة والاحترام والتقدير فلا تفتحوا نوافذ حياتكم للجميع!