يعتبر لبنان من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهّزة لممارسة أنواع الرياضة الشتوية لا سيما رياضة التزلج في موسم الثلج الممتد عادة من ديسمبر حتى أبريل وهو ما يوازي تقريبا نفس فترة الموسم في جبال الآلب. سبعة منتجعات سياحية شتوية تستقطب سنويا عددا من السياح العرب والأجانب بالإضافة إلى اللبنانيين، وهي تبدأ من فاريا، وعيون السيمان، مرورا بــ فقرا والزعرور والأرز وصولا إلى اللقلوق وقناة باكيش.
غير أن موقع فاريا القريب من بيروت والذي يمكّن قاصديه من التزلج والعودة إلى العاصمة في اليوم نفسه، يجعلها قبلة للسائحين أكثر من بقية المناطق. فكل شيء في فاريا يحمل عنوان الثلج وبلغات مختلفة من لوحات المحال المخصصة لبيع أدوات التزلج وإيجارها إلى التاكسي الذي يقل السياح والزوار من الفندق إلى ساحة التزلج والفنادق ومحلات السناك.
فاريا تحتوي على 42 منحدرا و18 حلبة تصلح لممارسة التزلج حتى في الليل، وتتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين، وعلى بعد ساعة ونصف الساعة من بيروت تحطّ رحلة هواة التزلج في فاريا، وهي من أكثر المناطق استقطابا للسياح، إذ تعلو عن سطح البحر ما بين 1850 و2465 مترا، وتبعد عن العاصمة 46 كيلومترا. وتمتاز مرتفعاتها بدفء الشمس وسطوعها بالإضافة إلى نوعية الثلج وسماكته التي تصل أحيانا إلى ثلاثة أمتار خلال موسم التزلج.
وتحتوي فاريا على 42 منحدرا و18 حلبة تصلح لممارسة التزلج حتى في الليل وتتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين. وتتنوع الرياضات المتاح ممارستها أمام الرواد وبوسائل ترفيه متعددة مثل “سكي دو” و”سنوموبيل”، وهي عبارة عن عربات للانتقال السريع عبر الجليد، والـ “تليسييج” الذي ينقل السياح إلى القمم.
وفي أعالي فاريا، وتحديدا بموقع المزار، يكثر المتزلجون بدءا من عمر الـ14 التدرب على ممارسة رياضة التزحلق على أنغام الموسيقى. ويضم الموقع حديقة الثلوج وهي أشبه بحضانة أطفال مجهّزة بأحدث وسائل التعليم والتسلية للانتقال بهم من مرحلة اللعب على الثلج إلى مرحلة ممارسة التزلج. وتفتح الحديقة أبوابها من الثامنة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، ما يتيح للأهل التزلج مطمئنين على أولادهم.
وتنتشر أيضا رياضة الراكليت، وتنظم رحلات أسبوعية قصيرة أو طويلة سيرا على الأقدام لهواة رياضة المشي، فينتعلون أحذية خاصة مجهزة بأحزمة تُربط في القدم حتى لا يتعرض صاحبها لخطر الانزلاق على الثلج. وتنتشر المطاعم والشاليهات الفاخرة في منطقة فاريا ـ المزار، حيث تؤمن الآلاف من الغرف الفاخرة والإقامة المريحة في جو دافئ يطيب فيه السهر حول المواقد، وتقدم أشهى المأكولات العالمية من السوشي إلى الفوندو مرورا بالوجبات القروية اللبنانية.
ولا يمكن لزائر فاريا أن يعود أدراجه قبل زيارة فقرا التي تبعد عنها نحو عشر دقائق، وتعلو عن البحر نحو 1975 مترا. وفي فقرا يوجد أرقى المنتجعات الشتوية ألا وهو “كلوب فقرا” الذي يضم نحو 350 من الشاليهات ذات المساحات الكبيرة. ويتمتع النادي بإطلالة على بيروت والشاطئ، كما يضم حلبات تزلج خاصة، ويتراوح علو المنحدرات ما بين 1765 و1980 مترا، وهي مقسمة لتتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين. ويمتاز منتجع الأرز بموقعه الذي يعلو نحو 2800 متر عن سطح البحر وبطول فترة موسم التزلج فيه وبالتالي قدرته على استضافة المتزلجين لفترة أطول تمتد من أوائل شهر نوفمبر إلى أواخر شهر أبريل في معظم الأحيان. ويضم المنتجع أربع حلبات تزلج وتكثر فيه رياضات وسباقات التزلج التي تضفي جوا من المتعة على نشاطاته. ويبلغ المعدل الأسبوعي لزيارات المنتجع الـ400 سيارة، فيما يرتفع خلال الأعياد والمناسبات الرسمية إلى نحو 5 آلاف سيارة، ويعمل المنتجع على تقديم الخدمات للمتزلجين من تدريب وإشراف ومعدات وملابس خاصة برياضة التزلج وغيرها من المستلزمات.