لكل شخص طريقة جلوس يفضلها على غيرها، البعض يضع #ساقاً فوق أخرى والبعض الاخر يفضل عدم وضع ساق على أخرى على الإطلاق بل فتح الركبتين بشكل معتدل أو لأقصى أحد.
عادة طريقة الجلوس فعل روتيني، وإن كانت الظروف المحيطة تحددها أحياناً فتبدل العادة رغماً عن الشخص مثلاً حين يجد نفسه ضمن مساحة ضيقة تحتم عليه وضع ساق فوق الاخرى. لكن العادة الروتينية هذه التي نقوم بها من أجل «الشعور بالراحة» خلال #الجلوس لها عواقب وخيمة.
رفع ضغط الدم
دراسات عديدة أجريت لإثبات صحة هذه النظرية من عدمها والغالبية الساحقة من هذه الدراسات حسمت الأمر.. وضع ساق فوق الآخرى يؤدي الى إرتفاع في ضغط الدم بشكل مؤقت.في هذه الدراسات تبين بأنه عند قراءة ضغط الدم خلال وضع المريض لساق فوق الاخرى كانت القراءة هي الأعلى وعند تم إعادة قراءة الضغط بعد ٣ دقائق من رفع الساق عن الأخرى عادت المستويات الى طبيعتها.
الارتفاع المؤقت المقلق في ضغط الدم كان عند الفئة التي تعاني أصلاً من مرض ضغط الدم، ما يعني أن الفعل الروتيني هذا شكل خطراً مؤقتاً على حياة هؤلاء. ضغط الدم الانقباضي سجل زيادة بنسبة ٧٪ بينما الانبساطي فسجل ارتفاعاً بنسبة ٢٪.
وضع العلماء تفسيرين لإرتفاع ضغط الدم، الاول هو ان حركة وضع الركبة فوق الاخرى تؤدي الى دفع الدم الى الصدر ما يجعل القلب يزيد من كمية الدماء التي يضخها وبالتالي يرتفع ضغط الدم. اما التفسير الثاني فهو وضعية عضلات الساق خلال وضعهما وفق بعضهما ما يجعلها تزيد من مقاومة الضغط الذي يمر عبر الشرايين.
آلام الظهر والرقبة
عندما يتم الجلوس بوضعية صحيحة مع وضع القدمين بشكل متباعد وثابت على الارض فان الوزن يتوزع بالتساوي، لكن حين يتم الجلوس ووضع ساق فوق الاخرى فان الحوض يصبح في وضعية إستدارة مؤقتة. هذه الإستدارة تخلق الضغط على العمود الفقري ما يؤدي الى ألم في الرقبة والظهر. الجلوس بهذه الطريقة بشكل متكرر ولساعات طويلة يلحق الأضرار الدائمة وقد يؤدي في بعض الحالات الى الإنزلاق الغضروفي. فأقراص العمود الفقري تتكون من شريط خارجي يشبه الإطار يعرف باسم الحلقة الليفية والتي تحتوي على مادة تشبه "الهلام".
وعند الضغط على هذه الأقراص قد يندفع الهلام الداخلي من خلال فتق أو نقاط ضعف إلى الغلاف الخارجي، مما يؤدي لانتفاخ الجزء الضعيف مثل البالون والذي يخرج من بين الفقرات ويضغط على الأعصاب في النفق الفقري.
ويتسبب القرص المنزلق في تهيج جذور الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي، وهو ما يظهر من خلال الشعور بآلام أو تنميل في الذراع أو الساق. فان كان الجلوس لمدة طويلة من دون شبك الساقين يمكنه التسبب بذلك، فتخيل نسبة الاصابة به حين يتم وضع الضغط الاضافي من خلال وضع ساق فوق الاخرى.
ضرر آخر قد يلحق بالكتفين هو تقوسهما، فقد تبين من خلال الدراسات أن الذين يجلسون لمدة تزيد عن ثلاث ساعات واضعين ساقاً فوق الاخرى من المرجح ان تتقوس اكتافهم، أما سرعة الوصول على هذه المرحلة فتعتمد على المدة التي يضعون فيها ساقاً فوق الاخرى.
شلل العصب الشظوي
الحالة هذه تسمى الاعتلال العصبي الوراثي وهي كما يتبين من التسمية وراثية، لكن تبين بان طريقة الجلوس يمكنها ان تتسبب بهذه المرض بغض النظر عما ان كانت متوارثة أم لا. الجلوس لمدة طويلة بساق فوق الاخرى يمكنه أن يلحق الضرر بالاعصاب الحركية والحسية ما يؤدي الى عدم القدرة على رفع الجزء الأمامي من القدم مع الاصابع.
في هذه الحالة نشعر بالشلل المؤقت ( التنميل) فنبدل طريقة جلوسنا لنستعيد الشعور مجدداً. لكن القيام بالامر نفسه مرة تلو الاخرى يمكنه ان يلحق الاضرار الدائمة بالأعصاب بالعصب الشظوي.
الدوالي
نصف البشرية تعاني من الدوالي بنسبة ٥٥٪ للنساء و٤٥٪ للرجال. الدوالي هي أوردة ملتوية متضخمة قريبة من سطح الجلد عادة يمكنها الظهور في كل مكان في الجسم لكنها تظهر في الغالب في الساقين وفي بعض الحالات تكون غير مؤلمة لكنها في حالات اخرى مؤلمة وقد تؤدي الى تعقيدات ومشاكل خطيرة. السبب في ظهورها هو ازدياد الضغط على أوردة الساقين، وتضرر الأوردة في الساقين وتضرر الصمامات الدقيقة في الشرايين.
الجلوس بوضع ساق فوق الاخرى كما ذكرنا يؤدي الى إرتفاع مؤقت في ضغط الدم ويضع ضغطاً إضافياً على العمود الفقري بالإضافة الى الساقين.. القيام بذلك بشكل متكرر يمكنه وبكل سهولة إلحاق الضرر بالصمامات الدقيقة في الشرايين والتي وظيفتها منع الدم من التدفق في الاتجاه المعاكس.. وحين تضعف فان الدم سيتجمع وبالتالي تظهر الدوالي.
وتجدر الإشارة الى أنه وفق الدراسات فإن الضرر مضاعف عند الذي يضعون فخذهم الأيمن على ركبتهم اليسرى من الذين يضعون الفخذ اليسرى على الركبة اليمنى.