تعتبر الحلوى العمانية من المكونات الجميلة في الارث ُالعُماني القديم، وهي جزء من حياة كل عائلة عُمانية، إذ تراها حاضرة على الدوام في أفراحهم وأعيادهم وفي المناسبات الدينية والاجتماعية على اختلافها، إضافة الى كونها الحلوى الأشهر على مستوى الخليج العربي.
الغريب أن جوهرة الأفراح والأعياد العمانية لم تكشف عن الكثير من أسرارها التاريخية. فلا يُعرف عن موعد ولادتها الكثير، سوى انها تعود الى اكثر من 100 عام خلت، وهي متوارثة من الأجداد والاباء الى يومنا هذا.
طبيعية من الألف الى الياء
تشتهر سلطنة عُمان بواحدة من أطيب المأكولات العُمانية التي وُصفت بأنها طبيعية المكونات بالكامل، بدءاً من الماء وصولاً إلى النشاء والزعفران والهيل والسكر البني والمكسرات، وحتى ماء الورد المستخرج من الجبل الأخضر في عُمان. كل هذه المواد الطبيعية ميزت هذه الحلوى الفريدة بامكانية الاحتفاظ بها لمدة تصل الى 3 شهور، وأكثر احيانا، حسب اختلاف فصول السنة، ومن دون الحاجة الى مواد حافظة، تماما كالعسل.
غنى المكونات جعل الحلوى العمانية مصدرا غنيا بالسعرات الحرارية، ومهما لتزويد الجسم بالطاقه اللازمة.
وكلما زادت في قوامها المكسرات والزعفران، كانت الحلوى أطيب وأشد جودة وأعلى سعرا. وبحسب تصريحات صانعيها، فإن تحضيرها، رغم بساطتها، يحتاج الى الكثير من الاتقان والخبرة، حيث تستغرق ثلاث ساعات على الأقل وتمر بمراحل ثلاث قبل أن تصبح جاهزة للتقديم في أوان مختلفة وأحجام وأشكال متفاوتة، وألوان مبهجة تتفاوت بين الأحمر والاصفر والوردي. بين الأمس واليوم
استطاع المذاق الطيب للحلوى العمانية (الذي يعرفه كل من تناولها) الصمود أمام التطور والتغير في عُمان، ورغم التغيير كذلك في بعض مكوناتها الطبيعية (وهو أهم ما يميزها)، كاستبدال السكر البني بالعسل الطبيعي أو التمر، وفي بعض الأحيان بالسكر الأبيض، وادخال بعض النكهات عليها كالتين واللبان والدبس.
كما أن طبخها أصبح يجري اليوم في آلات ضخمة معدة خصيصا لهذا الغرض في مصانع كبيرة، بعد أن كان قديما يتم في أوان نحاسية وقدور مختلفة على الحطب فقط. انتشار عبر الحدود
تتخطى شهرة الحلوى العمانية حدود سلطنة عمان وتصل الى دول الخليج المجاورة، وترفرف بجناحيها لتصل الى مائدة الضيافة الرئيسية في سفارات السلطنة حول العالم، وبخاصة عند الاحتفال بالعيد الوطني، لتصبح طبق الضيافة الأول، إلى جانب فنجان القهوة العربية، في داخل عمان وخارجها، ولدى كل فئات العمانيين.
واستطاعت الحلوى أن تثبت نفسها على قائمة أهم ما يمكن للسائح اقتناؤه من السلطنة كهدايا لذويه، وتذكاراً لرحلته.
هذا الانتشار جعلها تكسب النصيب الأكبر من السوق بسبب كثرة الطلب عليها، الذي يتزايد في مواسم الأعياد والاحتفالات والمهرجانات المختلفة.
الحلوى العمانية التي حافظت على اسمها رغم انتشارها، تغدو اليوم معلما عُمانيا حقيقيا يستحق أن تتذوقه اذا لم تفعل حتى اللحظة.