مهما سعى الإنسان إلى المثالية والكمال، فلا شيء يحول دون وقوعه في الخطيئة وارتكابه للمعاصي، وقد يكون نتيجة ذلك ندم كبير.
ولأن كل إنسان خطّاء، فالخطاؤون كثر في الدراما الخليجية “الخطايا العشر” للكاتب حسين المهدي والمخرج علي العلي والذي تعرضه MBC في رمضان. تدور أحداث المسلسل حول الندم وتأثيره على الإنسان وأسبابه ونتائجه من خلال نماذج مختلفة ومتعددة من الشخصيات، منها رجل يعيش حالة صراع مع الندم في كل مواقف حياته، وامرأة لها مخططاتها وحساباتها بحيث لا يمنعها شيء عن تحقيق طموحاتها.
يجمع العمل كل من هيفاء حسين، وعبد المحسن النمر، وعبد الله بو شهري، روان مهدي، ريم أرحمة، محمد صفر، فاطمة الحوسني، ابراهيم الحساوي، سعود بو شهري، عبد الله ملك، نور، ونور خالد الشيخ.
يطرح المسلسل موضوعاً مثيراً للجدل، ويتجاوز الخطوط الحمر أحياناً ليدخل في عالم الشك الذي يجد طريقه إلى إحدى العائلات مهدداً بدمار تلك العائلة.. هنا سيعيش أبطال الحكاية لحظات قاتلة على مدى الخط الدرامي للأحداث بحيث قد “لا تحصي تلك اللحظات أصابع اليد العشرة”، بحسب تعريف الكاتب حسين المهدي لعمله. فيما يشير المخرج علي العلي بأن العمل هو من النصوص الثرية بالمضامين الدراميّة.
هيفاء حسين.. زوجة ثانية أنانية ومسيطرة توضح النجمة هيفاء حسين أن “فريق العمل اجتهد لتقديم مسلسل جيد يليق بالمشاهدين، في إطار سعينا الدائم والمستمر للارتقاء بذائقة الجمهور”، معربة عن تفاؤلها بـ”عرض العمل على MBC، الأمر الذي يزيد من فرص النجاح في شهر رمضان، وبإدارة المخرج علي العلي صاحب الرؤية الإخراجية الجميلة، والذي اشتغل كثيراً على نفسه حتى صار لاسمه مكانة كبيرة في عالم الدراما الخليجية”.
وتشرح حسين عن شخصيّة هناء التي تقدمها في العمل، فتقول: “أجسّد دور الزوجة الثانية لرجل طلق زوجته الأولى.
ولكنه ظل على تواصل معها بسبب وجود الأولاد، لذا ترى هناء دائمة القلق والخوف على بيتها وأسرتها من فكرة عودة زوجها إلى عائلته الأولى والتخلي عنها، تصرفاتها أنانية ومتشدّدة وتفرض سيطرتها على زوجها والأولاد، الأمر الذي سيدخلها لاحقاً في مشاكل كثيرة”.
وتضيف: “ما يقال عن الشخصية أنها شريرة، لكننا كبشر نمتلك دوافع الخير والشر، وأحياناً قد يكون الشر بهدف الدفاع عن النفس”، كاشفة أن ارتباطات الشخصية ستكون مع 3 عائلات أفرادها هم “زوجي في العمل وهو قحطان القحطاني، ونور وعبد الله بو شهري وفاطمة الحوسني وريم أرحمة، وكذلك مع عبد المحسن النمر في شخصية الدكتور سلمان، لكن ليس في إطار عمله الإعلامي”.
عبد الله بو شهري… خطيئة واحدة تقلب الأحداث من جانبه يشير النجم عبد الله بوشهري، أن “المعروف عن كل من الكاتب حسين مهدي والمخرج علي العلي جرأتهما في الطرح الدرامي، وتسعدني المشاركة في هذا العمل وإذا حقق النجاح المنتظر سيكون شيئاً جميلاً للبحرين، بعد فترة طويلة من غياب الأعمال البحرينية عن الشاشات العربيّة والخليجية”.
ويؤكد بوشهري أنه يقدّم شخصية جديدة لم يسبق له تقديمها في الدراما، وعن ذلك يقول: “أحببتها لأنها بعيدة عن الأدوار الرومانسية التي وُضعت فيها منذ سنوات وحتى اليوم، إذ أؤدي شخصية الطبيب ابراهيم”. ويردف أنه “في الحلقة الأولى ستقع الخطيئة الأولى، التي تؤثر على مجرى الأحداث وسير الشخصيات، بعدها يسافر ابراهيم إلى أحد البلدان، وهذا الخط الدرامي يعطي طابعاً إنسانيّاً للعمل”.
ويلفت إلى أن “أسلوب كتابة العمل، جعل كل الشخصيات رئيسية ولكل منها خطها الدرامي الأساسي في سياق الأحداث، في عمل يعتمد على البطولة الجماعية بامتياز ويتميز بإيقاع سريع.
ورغم تصوير “الخطايا العشر” في البحرين، يؤكد بو شهري أنه لم يشعر بالغربة، “لأن روح التفاهم كانت سائدة طيلة الوقت خلال التصوير، ولأن العمل يضم وجوهاً سبق لنا اللقاء معها عدة مرات في الدراما الخليجية مثل ريم أرحمة، ونور وروان محمد سفر وغيرهم”.
كما يشيد بالعمل مع المخرج علي العلي، فيقول: “اوجدته متعاوناً ومحترفاً ومتميزاً في رؤيته الإخراجية، إضافة إلى ذلك صورنا في مواقع جديدة، لم أكن أعرفها سابقاً، وبالتالي نقدم أماكن جديدة مغايرة عن تلك التي نستخدمها في الدراما الكويتية”.
عبد المحسن النمر.. متعدد الوجوه والأقنعة يشير النجم عبد المحسن النمر إلى أنه يقدم في هذا العمل شخصية الدكتور سلمان وهو المتخصص في علم الأسرة، واصفاً الشخصية بـ “العجيبة”. ويقول أن “الرجل لديه برنامجاً يقدم فيه النصائح للناس ويوجههم بشكل علمي رائع، ولكن بيته من زجاج! لذا فهو متناقض جداً”. الشخصية تحمل وجوهاً كثيرة إحداها في البرنامج الذي يقدمه، والثانية في بيته وفي كيفية معاملة زوجته، وشخصية ثالثة مع المعجبين! وعندما يرتبط بحب جديد تخرج الشخصيّة الرابعة”.
يؤكد النمر أن: “الشخصية التي أقدمها صعبة كونها مركبة ومعقدة ومتعددة الوجوه والأقنعة فضلاً عن كونها في غاية التشويق أيضاً، ولأنني أقدم برنامجاً تلفزيونياً، فقد حاولنا أن نجعله برنامجاً قائماً بذاته لجهة الديكور وجعله مشوّقاً في الأسلوب وطريقة التقديم، لذا استفدت من خبرة ووجود الإعلامي خالد الشاعر معنا”.
ويضيف النمر أن “هذ هو أول تعاون حقيقي لي مع المخرج علي العلي، والثاني مع الكاتب حسين المهدي الذي قابلته منذ 3 سنوات مع سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد”.
ويوضح أنه: “على مستوى مساحة الدور لعله ليس بالمساحة الواسعة جداً، ولكن شدتني القضية التي يطرحها العمل، نظراً لكونه يناقش قضية حساسة عن الازدواج في شخصية الإنسان، وكيف تتصرّف شخصية إعلامية عامّة عندما تجد نفسها بين نارين، فهؤلاء المنظّرين الذين يطلون عبر الشاشات ليسوا معصومين بالطبع عن الخطأ.
أما أسرياً، فهل يستطيع هذا الرجل أن يكون نموذجاً مشرفاً كذلك الذي يتحدث عنه على الشاشة؟ علماً أنه يظهر عكس ما يبطن. كما نطرح من خلال هذا الدور كيف يمكن أن يكون لإنسانٍ ما القدرة على إقناع الناس وتوجيههم بأسلوب معين، وهو من داخله متناقض تماماً مع ما يقدمه.
ويعرب النمر أيضاً عن سعادته بلقاء: “صديقتي هيفاء حسين، التي تجمعنا علاقة أُسريّة طيّبة، فقد ترافقنا منذ بداية مشوارها، وهي إنسانة عفوية دائماً والتعامل معها فنياً بسيط إذ ليس عندها أي ادعاء، هي باختصار عبق جميل تضفي رونقاً جميلاً على العمل”.
قحطان القحطاني من جانبه، يؤكد الممثل ومنتج العمل قحطان القحطاني، أن "الخطايا العشر" سيكون مختلفاً عن الأعمال البحرينية الأخرى، لافتاً إلى أن “هدفي هو تحريك الدراما البحرينية، خصوصاً أن معظم من نراهم من بحرينيين مشاركين في الدراما الخليجية هم بشكل عام مخرجين وكتاب وممثلين، لذا فقد كان فهدفي استثمار الطاقات وإعادة الروح الى الدراما في البحرين، عبر تطعيم العمل بمجموعة من نجوم الخليج البارزين.
ويشرح القحطاني أن الكاتب حسين المهدي معروف بجرأة الطرح والسقف العالي في المناقشة، لذا فنحن أمام عمل فكرته جريئة وحبكته مميزة وشخوصه تتصارع بشكل سلبي وإيجابي، لتسأل ماذا ستفرز الخطايا في المجتمع.
أخيراً يشدد القحطاني: أنني أقدم شخصية مختلفة عمّا قدمته سابقاً، حيث يصعب معرفة طينة هذا الرجل، هل يحب أم يكره؟ يصعب أن تعرف هواه أو بماذا يفكر، وبالتالي نحن أمام شخصيّة غامضة.