توصل باحثون في علم البحار من جامعة ساوث ويلز الأسترالية، إلى أن سبب تدفق وخروج أسماك البليني من البحر واستعمارها اليابسة هو هروبها من الحيوانات المفترسة في البحار. وكانت هذه النوعية من الأسماك، قد رصدت بكثافة مؤخرا وفي مشاهد لا تصدق قبالة جزيرة راروتونجا، إحدى جزر كوك الواقعة قبالة الساحل الشرقي من أستراليا. ولمعرفة سبب هروب هذه الأسماك إلى اليابسة من البحار، صنع الباحثون من مادة بلاستيسين نماذج لأسماك البليني، وغمروها في الماء، ووجودا تعرض النماذج للعض من قبل الأسماك الكبيرة لاسيما السمك المفلطح وسمك التنين. واكتشفوا أن نزوحها إلى اليابسة يحدث أثناء المد والجزر، ففي حالة انخفاض المد تسبح في البرك الصخرية حول حافة جزر المحيط الهادئ، أما في حالة الجزر فتهرب من الماء إلى اليابسة. ويقول الباحثون، “إن هذا النوع من الأسماك بدأ يتطور إلى مستويات جديدة للعيش على الأرض، حيث تستخدم زعانفها للقفز على الأرض، وتضع بيضها بين الصخور، وتتغذى على الطحالب والبكتيريا الصخرية مثلما فعلت تحت الماء”. وتوصلت نتائج الدراسة، إلى أن الافتراس لعب دوراً نشطاً في تعزيز النشاط الأرضي لسمك البليني من خلال تقديم مثال نادر حول كيف يمكن أن تدفع بيئية الافتراس لاستعمار بيئة جديدة. يُذكر أن حوالي 33 عائلة من الأسماك، انتقلت من البحر إلى اليابسة خلال 400 مليون سنة الماضية، حيث يعتقد العلماء أن مخلوقات بحرية قديمة استخدمت ذيولا قوية للزحف عبر الطين والرمل للوصول لليابسة واستيطانها بدلا من البحر.