لقد أخبرنا الرسول صلِّ الله عليه وسلم عن اضرار الجلوس بين الظل والشمس ، ونهانا عن القيام بهذا الأمر، لأن هذا يضر الجسم، وقد ذكر هذا في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان أحد منا في الشمس ثم تقلصت فيجب أن نذهب لمكان آخر ونقوم من هذا المكان، لأن هذا مجلس شيطان، لكن تحذير رسول الله صلِّ الله عليه وسلم جاء من باب النهي لا التحريم .
أحاديث النهي عن النوم بين الظل والشمس
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه فليقم، فإنه مجلس الشيطان ” رواه أحمد .
2- عن أبي حازم قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا جالس في الشمس فقال : ” تحول إلى الظل ” .
3- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : ” أن النبي نهى أن يجلس بين الضح والظل وقال : ” مجلس الشيطان ” .
4- قال صلى الله عليه وسلم : ” إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْفَيْءِ فَقَلَصَ عَنْهُ الظِّلُّ، وَصَارَ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ وَبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ، فَلْيَقُمْ ” صححه الألباني في صحيح أبي داود .
5- روى عبد الرزاق في المصنف (11/25) عن معمر عن قتادة قال : ” يكره أن يجلس الإنسان بعضه في الظل وبعضه في الشمس ” .
أضرار الجلوس بين الشمس والظل
بعد إجراء الدراسات اتضح أن جلوس الإنسان بين الشمس والظل يجعل جسمه تحت تأثير مؤثرين، هم البرودة في الجانب الذي يلاقي الظل، والحرارة في الجانب الذي يلاقي الشمس، وهذا يسبب حدوث خلل في الجهاز العصبي، كما أن هذا يمكن أن يتسبب في الأضرار للجلد بسبب تركيز الأشعة فوق البنفسجية، والجسم عندما يكون في حالة واحدة أي حالة الحرارة فقط أو حالة البرودة فقط، يكون متوازن، أما إذا كان الجسم جزء منه في الظل وجزء منه في الشمس فيكون جزء بارد وجزء حار، فيكون هذا مضر للجسد .
هل الجلوس بين الشمس والظل حرام أم مكروه
الجلوس بين الشمس والظل ليس حراما لكنه مكروها، وهناك فرق بين الكراهة والتحريم، لأن العلماء يخبرونا أن الكراهة تسقط عند الحاجة حتى لو لم تكن اضطرارا، وهذا عكس المحرم الذي لا يجوز إلا عند الضرورة، وهذا بحسب ما أوضح الشيخ ابن عثيمين حيث قال في حديثه عن المكروه : ” حكمه عند الفقهاء أنه يثاب تاركه امتثالا، ولا يعاقب فاعله، ويجوز عند الحاجة وإن لم يضطر إليه، أما المحرم فلا يجوز إلا عند الضرورة ” .
والدليل أن الجلوس بين الشمس والظل مكروه فقط ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال أهل العلم أن هذا مكروه ربما يكون من باب الآداب، لأن هناك ما يعارض تحريمه، حيث روى البيهقي في السنن (3/237) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” رأيت رسول الله صلِّ الله عليه وسلم قاعدا في فناء الكعبة، بعضه في الظل، وبعضه في الشمس، واضعا إحدى يديه على الأخرى ” .
هل يمكن الجلوس بين الشمس والظل للتداوي
نعم، فنحن نعرف فوائد الشمس لإمداد الجسم بفيتامين د، لذا نجلس جزء في الظل والجزء الآخر نعرضه للشمس بغرض التداوي، وهذا أمر لا مشكلة فيه، حيث يطلب الطبيب عدم تعريض الرأس إلى الشمس، وتعريض باقي الجسم مثل الساقين على وجه الخصوص للشمس، لتقوية العظام والشفاء من الأمراض التي تصيبها، من خلال تلقي فيتامين د الطبيعي من الشمس، وهنا تسقط الحاجة الكراهة كما قلنا .