بعض الأطفال حديثي الولادة والرضع يتعرضون إلى طفح جلدي وحساسية شديدة ومفرطة تجاه مكونات الحليب البقري ، وقد أشارت بعض التقارير والأبحاث العلمية إلى أن حساسية الحليب عند الأطفال تؤثر على معدل نمو الطفل بشكل كبير وملحوظ.
حساسية الحليب
حساسية الحليب يُقصد بها تحديدًا الحساسية ضد البروتينات الموجودة في حليب الأبقار ، وهي تظهر نتيجة حدوث نشاط غير طبيعي للجهاز المناعي تجاه الحليب أو أي منتجات أخرى تحتوي على الحليب ، ويُعد هذا النوع من الحساسية من أنواع حساسية الغذاء المنتشرة بكثرة بين الأطفال ، وفي بعض الأحيان قد يُصاحب ذلك حساسية تجاه ألبان الثدييات الأخرى مثل الجاموس والماعز وقد لا يحدث ذلك .
ومن أهم أعراض حدوث حساسية اللبن هو ظهور بعض الاضطرابات على صحة الطفل مثل الحكة الجلدية ، والحساسية ، والشرى ، والقيء ، وآلام البطن ، واضطرابات القناة الهضمية ، وعدم القدرة على التنفس ، والعيون الدامعة ، وسيلان الأنف ، تورم بعض أجزاء الوجه ، الإسهال ، و النسبة الأغلب من الأطفال تتغلب على حساسية الحليب كلما تقدمت في العمر ؛ أما الذين لا يتمكنون من التغلب عليها ؛ فعليهم تجنب تناول الحليب أو منتجات الحليب البقرى طوال حياتهم .
أسباب حساسية الحليب
السبب الأساسي لحدوث حساسية الحليب هو نشاط الجهاز المناعي وتكوين الأجسام المضادة فئة IgE تجاه نوعين من البروتين الموجودين في الحليب ، وهما :
- الكازين casein : وهو موجود في الجزء الجاف والصلب من الحليب .
- مصل اللبن Whey .
تأثير حساسية الحليب على نمو الطفل
في دراسة بحثية حديثة أجريت وتم نشرها في العشرين من شهر ديسمبر من عام 2019م ؛ والتي قد تتبعت مسارات النمو لعدد كبير من الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب بداية من سنوات عمرهم الأولى وحتى سن المراهقة ؛ تبين أن الأطفال الذين يُعانون من حساسية الحليب والحساسية الغذائية بوجه عام مثل حساسية القمح وحساسية السمك وغيرها يكونون أقل في الوزن وأصغر في الحجم عند المقارنة مع الأطفال الذين لم يعانوا من حساسية الحليب والحساسية الغذائية .
وقد أشارت هذه الدراسة أيضًا إلى أن الأطفال الذين يُعانون من حساسية الحليب يكونون أقل كذلك في الوزن والحجم عند المقارنة مع الأطفال الذين يُعانون من حساسية الفول السوداني وبعض أنواع الحساسية الغذائية الأخرى .
وقد أشار القائمين على الدراسة إلى أنهم اعتمدوا على مراقبة الحالة الصحية والنمو الجسماني والبدني لـ 191 طفل مصابون بحساسية الغذاء بداية من عام 1994م وحتى عام 2015م ، في حين أن 111 طفل منهم يعانون من حساسية الحليب البقري ، و 80 طفل يُعانون من حساسية المكسرات والفول السوداني وقد تم عمل حوالي 1186 زيارة طبية لهؤلاء الأطفال بداية من سن عامين إلى سن 12 سنة .
وقد أشارت النتائج إلى أن 61 % من الأطفال المصابين بحساسية الحليب من الذكور ، و 51.3 % من الأطفال المصابون بحساسية المكسرات من الذكور أيضًا .
وبالإضافة لما سبق ؛ أشارت الدراسة إلى أنه يوجد تباين واضح خصوصًا في الفترة العمرية من 5 إلى 8 سنوات في أطوال وأحجام الأطفال ، حيث أن الأطفال المصابون بحساسية الحليب قد سجلوا أطوال أقصر وأوزان أقل من الأطفال المصابون بحساسية المكسرات ، وزادت تلك الفروق الجسمانية وضوحًا عند وصول الأطفال إلى سن 12 عام .
وقد أشار القائمين على هذه الدراسة إلى أن هذه الظاهرة تتطلب المزيد من الأبحاث والدراسات للتأكد من مدى تأثير أنواع حساسية الغذاء المختلفة على معدل نمو الطفل ، ويُذكر أن نتائج هذه الدراسة قد تم نشرها في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology .