تشتهر جمهورية كازاخستان بطبيعتها الخلابة، حيث تعد كازاخستان من أجمل الوجهات السياحية بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي أوروبا وآسيا ” يورو آسيا”. اكتشف من خلال هذا الدليل السياحي على أفضل مدنها وأنسب وقت لزيارتها.
كازاخستان أو قزخستان أو قزاقستان (كما تنطقها الشعوب التركية) أو قبجاق كما تسمى قديما بالكازاخية . وكازخستان تعني موطن الشعب الكازاخي الذي ينتشر في روسيا والصين وتركيا وأوزبكستان بالإضافة لكازخستان. ومع نشوء الدولة الكازخية الحديثة، استعمل مصطلح “كازاخي” على مواطني كازخستان مهما كان أصولهم. وكلمة “كازاخي” هي كلمة تركية الأصل وتعني “الحر والمستقل” والتي ترمز لحياة البداوة الحرة والسكان الذين يتنقلون بحرية على صهوة الجواد. أما مصطلح “ستان” فهي كلمة فارسية الأصل وتعني “موطن” أو “أرض”. وبهذا، تعني كازاخستان “موطن الأحرار”. الثقافة والتاريخ كانت كازاخستان مأهولة منذ العصر الحجري الحديث بالبشر – وكانوا صيادين ومربي ماشية ويعتقد علماء التاريخ البشري بأن الهندوأوروبيين هم أول من دجنوا واستخدموا الأحصنة وكانت آسيا الوسطى تسكنها الشعوب الهندوآرية الأصلية بالأخص السكوثيون. وفي القرن الخامس الميلادي، وربما قبل ذلك، استوطنتها الشعوب التركية وأصبحوا الأكثرية. وفي القرن الحادي عشر، دخلها شعوب الكومان واستوطنوا سهولها ثم اتحدوا مع قبائل القفجاق وشكلوا اتحاد الكومان والقفجاق الشاسع. وفي هذه الحقبة، شكلت مدينتي تاراز وحضرت تركستان مركزين أساسيين في طريق الحرير. بدأ الاتحاد السياسي للبلاد بعد الغزو المغولي في القرن الثالث عشر الميلادي والذين أنشؤوا القطاعات ونظموا السياسة التي تطورت بشكلا دولة عرفت بخانات الكازاخ أو الكازخستان.
واستمرت تقافة البداوة والترحال ورعاية الماشية كأسلوب حياة في الهضاب، وبدأ في القرن الخامس عشر نشوء الهوية الكازاخية المستقلة وخاصة بين القبائل التركية والتي استقوت في القرن السادس عشر بتطور اللغة الكازاخية وثقافتها واقتصادها. يتمثل التراث الشعبي للأدب التركي بالأساطير والحكايات والأمثال والحكم والأشعار التي تتحدث عن البطولات والأعمال العظيمة. ينبع الأدب الخيالي من الفنون الشعبية، الأمثلة الأولى للفنون الجميلة التي تتعلق بالعصر الحجري. وهي تتجسد في جبال كاراتو وكانتاو على شكل صور حيوانات منقوشة على الصخور. وضمن فنون القبائل القديمة يتم تزيين السجاد بأشكال مختلفة وخلال الفترة من القرن 5-7 تم ابتكار أشكال معاصرة من السجاد الكزخي. وفي الفترة بين القرن 8-12 في مدن جاسي، أوتيرار، سيجاناك و غيرها تم تطوير أنواع عديدة من الفنون. كانت الأوعية والأواني الفخارية تستخدم لحفظ المياه وتم تصوير مشاهد من الحياة واستخدام الألوان المختلفة في الطلاء (الأسود، البني، الأصفر، الأحمر)، أما المنتجات الجلدية والمعدنية قد تم تزيينها بأشكال من التراث الوطني المتنوعة.
المناطق السياحية في كازاخستان غابات كاندي؛ غابات تغمرها البحيرة تكونت بحيرة “كاندي” نتيجة زلزال حدث عام 1911، وأدّى إلى انهيار كبير في الأرض على مساحة تشغل أكثر من 400 متر في جبال تيان شان، ومع عوامل الطّقس المتقلّبة وهطول الأمطار بدأ هذا التّشكيل الطبيعي بالامتلاء بالمياه لتتكون البحيرة وتغمر الغابات الغارقة التي تحوي أشجار الصنوبر وسواها. تبدو قمم الأشجار على سطح البحيرة كالرّماح أو صواري السفن، وفي عمق البحيرة تبدو كاملة بأوراقها وخضارها. تستطيع أن ترى عمق البحيرة من الجبل؛ فبفضل المياه الصافية والنّقيّة التي تنحدر منه تكتشف الغابة المغمورة في قعرها، وفي الشّتاء تتكوّن طبقة جليديّة على سطح البحيرة تمكّنك من التّزلّج أو صيد سمك السلمون. تمتاز مياه البحيرة ببرودتها صيفًا وشتاءً، فدرجة حرارة الماء لا تتخطّى السّت درجات صيفًا، ولا زالت تحافظ على أشجار الصّنوبر المعمرة منذ أكثر من 100 عام.
سرياركا؛ محميات طبيعية وبحيرات شمال كازاخستان على مساحة 450.344 هكتارًا تقع محميّة طبيعيّة تابعة لولاية نورزوم، ومحميّة أخرى لولاية كورغالزهين؛ وتمتاز هذه المنطقة الاستثنائيّة برطوبتها الملائمة لطيور الماء المهددة بالانقراض كطيور كركي سيبيريا، وصقر بالاس والبجع المجعّد. وتشكّل ساريكا ملتقى للطيور المهاجرة باتّجاه آسيا الوسطى، أو من أقريقيا وآسيا الجنوبيّة وأوروبا عامّة. وتمثّل السُّهب قرابة 200.000 هكتار ملجأ للأصناف النباتية والطيور النادرة، وظبي سايغا المهدد بالانقراض أيضًا. وتشمل المنطقة بحيرات المياه العذبة والمياه المالحة بين أنهار تتخذ مجراها نحو أنهار تجري شمالًا إلى القطب الشمالي وجنوبًا باتّجاه حوض آرا إريتش. أستانا؛ العاصمة الحديثة مدينة أستانا عاصمة كازاحستان الحديثة، بعد مدينة ألماتا. تطوّرت أستانا بسرعة كبيرة إقتصاديًّا وسياحيًّا، وهي تضمّ عدّة معالم وأماكن تشكّل العامل الأساسيّ للجذب السّياحي، منها:
متحف أتاميكين؛ أو خارطة كازاخستان؛ هو متحف مكشوف على مساحة ضخمة تضمّ أكثر من 400 مجسّم للآثار الكازاخستانية المختلفة.
بايتيريك؛ شجرة الحياة برج يرتفع عن الأرض بـ 105 امتار، تعلوه كرة ذهبية قطرها 22 مترًا، تتوسّطها منصّة مطلة على المدينة، ويرمز برج بايتيريك إلى شجرة الحياة المقدسة التي وضع على قمّتها طائر السّعادة بيضة، وفقًا للمثيولوجيا الكازاخستانية. يحوي البرج منحوتة ذهبيّة تجسّد اليد اليمنى للرئيس نزار باييف وحوض أسماك مميّز صمّم خصّيصًا لهذا البرج.
ألماتي؛ المدينة الكبيرة الماتي أكبر مدن كازاخستان، يسكنها أكثر من مليون وربع نسمة، وهي العاصمة القديمة لكازاخستان، وكانت الحصن العسكري للدولة ومركزها التجاري والثقافي. مدينة تعج بالفنادق والمطاعم والمعالم السياحية والآثار، وتحوي متحفا يعرض تاريخ القزع والآثار القديمة، كما تحوي ساحة بانفلوف المشهورة بكنائسها الخشبية الروسية، التي بُنيت دون استخدام المسامير من القرن التاسع عشر. تمتد المدينة حتى بحيرة البلخاش، وتعرف ببلاد الأنهر السبعة، ويمرّ خلالها طريق الحرير.