في حين تبحث الشركات عن طائرات بدون طيار للقيام بعمليات تسليم البضائع في المستقبل، يهدف الباحثون في جامعة ولاية أوريغون (OSU) الأميركية إلى صنع روبوتات لها قدمين ولن تقوم بتسليم البضائع فحسب، بل ستكون قادرة على مساعدتك في جميع أنحاء المنزل أيضا. ولهذا السبب، طورت "آجيلتي روبوتكس" (Agility Robotics) الروبوت الاصطناعي "كاسي" -الذي أصبح جزءا من فريق البحث في جامعة أوريغون منذ عام 2017- ويبدو للوهلة الأولى على شكل نعامة بلا جسم.
في الواقع، هذا الروبوت ذو المظهر الغريب نموذج عما يحمله المستقبل، فقد صُمم "كاسي" للاستخدام القوي والأبحاث المكثفة، ويتميز بعمر بطارية جيد، ويوفر برمجة مفتوحة لتوفير عناصر التحكم بالروبوت، وليكون منصة بحثية للريادة في طرق التحكم الجديدة للروبوتات ذات الأرجل والتقنيات المرتبطة بها. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، كان مختبر الأبحاث في جامعة ولاية أوهايو يستكشف استخدام التعلم الآلي لكاسي. ونظرًا لأن عملية الجري تتطلب أن يحافظ العداء على توازنه في أثناء الاستمرار في الحركة، فقد استخدم الفريق خوارزمية التعلم العميق المعزز التي سمحت لكاسي بتعلم كيفية الجري. وباستخدام الخوارزمية، فإن الفريق واثق من أن المهام مثل القفز والسير صعودًا ونزولًا على الدرج يمكن أيضًا تحسينها بواسطة الروبوتات. وبتمويل من المؤسسة الوطنية للعلوم وبرنامج "ماشين كومون سنس" (Machine Common Sense) التابع لداربا (DARPA)، جمع الفريق الخبرة في الميكانيكا الحيوية وأدوات التعلم الآلي لمنح "كاسي" التحكم في مشيته. وصنع الروبوت ذو القدمين التاريخ مؤخرًا عندما أكمل مسافة 3.1 أميال (5 كيلومترات) حول الحرم الجامعي في 53 دقيقة، مع فريق البحث. وشملت مدة السباق أيضًا ما يقرب من 7 دقائق من الوقت المحتسب بدل الضائع، حيث تمت إعادة تعيين كاسي لأن جهاز الحاسوب الخاص به ترتفع حرارته بسرعة. وقال الدكتور جيريمي داو من مركز الأبحاث "كاسي روبوت فعال للغاية بسبب كيفية تصميمه وبنائه.. لقد تمكنا من الوصول إلى حدود الأجهزة وإظهار ما يمكن أن تفعله". وأحدث عروض آجيلتي روبوتكس في مجال الروبوتات -بعد كاسي- هو ديجيت (Digit)، وهو إنسان آلي ذو قدمين يمكنه المشي وصعود السلالم ولديه أيدي للقيام بمهام أساسية. وقال جوناثان هيرست -رئيس مختبر الروبوتات في جامعة ولاية أوهايو والمؤسس المشارك لشركة آجيلتي روبوتكس- "في المستقبل غير البعيد، سيرى الجميع الروبوتات ويتفاعلون معها في العديد من الأماكن في أثناء حياتهم اليومية، الروبوتات ستعمل جنبًا إلى جنب معنا وتحسن نوعية حياتنا".