18.01.22 11:29 | أحاديث الأصدقاء . .رقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | | عدد المساهمات : 2742 | نقاط : 60196 | |
|
| موضوع: أحاديث الأصدقاء . . أحاديث الأصدقاء . .في ظل هذه الظروف القاتمة، والمشاهد المؤلمة التي يراها المرء يوماً بعد يوم حتى اصبحت شكلاً مؤلماً يطارده في يقظته ومنامه ..! وفي ظل قلق الحياة المتنامي : القلق السياسي والقلق الاقتصادي والقلق الفكري والقلق الاجتماعي والذي اصبح يخنق المرء، ويجعل الحياة أكثر مرارة وأشد نكداً، واستسلاماً للضجر والتعاسة فإنه محتاج إلى منفذ، وإلى متنفس يخفف عنه مواجعه وهمومه ولواعج نفسه وينسيه بعض آلامه الضاغطة على روحه وليس أجمل شيئاً من أحاديث الأصدقاء في اجتماع تحف به البساطة والأنس، والبعد عن التزمّت، والتحفظ الرسمي فيترك المرء نفسه منطلقة على سجيتها مع اصدقائه ومحبيه فيقولون ما يشاؤون ويتناولون فيما بينهم اطراف الأحاديث المؤنسة العذبة التي تخرجهم من غربات وعذابات واقعهم المؤلم . . أن الناس كانوا فيما مضى أقرب إلى الفطرة يجلسون إلى بعضهم يتحدثون عن همومهم وشجونهم بتلقائية فطرية كانوا يلتقون في المساجد وفي ساحات الأحياء وعند بوابات القرى وفي المشاريق، وعند الباعة في الأسواق ثم دخل الناس في أزمة المعاصرة والتعقيد الحضاري الذي جلب التكلف والتباعد حتى أصبح الفرد عالماً وحده، له (كونه) الشخصي وقوانينه الفردية والتي سحبته وجذبته من عالم الجماعة وإن كان بينها حتى أصبح مثل الكوكب له مداره الخاص وإن حسب في النجوم .. وهذه العزلة هي التي تخنقه وتخلق له الأزمات، وتدفعه إلى الفردية والأنانية وإخراجه عن طبعه البشري الجمعي . . ولا شفاء من ذلك إلا بعودة الإنسان إلى الإنسان إلى بيئته الإنسانية .. إلى وعيه الإنساني.. إلى الامتزاج والاختلاط بالناس جسداً وروحاً إلى الحوار بتكثيف لغة الحديث والتواصل الشفهي فالأحاديث بين الإخوان والأصحاب والأصدقاء ومؤانستهم من أجمل متع الدنيا وعلى الأخص إذا كانت أحاديث عذبة ماتعة طلية خالية من الغش والمصانعة بعيدة عن التكلف والمجاملة وإنما هي أحاديث البساطة والصدق والنقاء تلك الأحاديث التي يتحرر فيها الإنسان من عبودية التحفظ فينطلق على سجيته في كل شأن يجلب إلى نفسه المتعة ويذهب عنها الكدر والكآبة . . إن الأحاديث بين الأصدقاء الـخـلّــص هي وصــفــات طــبــيــة تداوي النفس، وتشفي الصدر وتصفي الذهن وتريح الأعصاب فالحياة اليومية الضاغطة المليئة بالقيود والانضباط والتحرج والقوانين والأنظمة الصارمة تدخل المرء في شبكة من "الروتين" والتعاملات الصارمة . . فـيا أحبتي حافظوا على أصدقائكم الأوفياء والرائعين وتحملوا الزلل إن حدث منهم فلا أحد بريئا من هفوة، أو زلة .. فلا كمال إلا لله .. فالأصدقاء الخلّص هم الكنز بل هم رأس المال الذي يجعل الحياة أكثر أملاً وروعة وجمالاً
|
| |