أعلن علماء آثار صينيون يوم السبت الماضي، عن اكتشافات أثرية مهمة في موقع أطلال سانشينغدوي في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، وذلك خلال مشروع لاستئناف تنقيب الموقع الأثري بدأ منذ أكتوبر 2020. وحتى الآن عثر العلماء على 6 حفر قرابين وأكثر من 500 قطعة منها رقاقة ذهبية ومنتجات برونزية ويشم وزخارف ذهبية على شكل الطيور.
ويعتبر موقع أطلال سانشينغدوي موقعا لثقافة شو القديمة التي يعود تاريخها إلى حوالي 5000 إلى 3000 عام. ويقع في مدينة قوانغهان بمقاطعة سيتشوان ويغطي مساحة 12 كيلومترًا مربعًا. ويُعرف بأنه "أحد أكبر الاكتشافات الأثرية للبشرية في القرن العشرين".
وكان قد جرى التنقيب في الموقع الأثري في عام 1986، وتمت عملية التنقيب الجديدة يوم السبت بطريقة علمية وعبر التعاون بين فرق التخصصات المختلفة، بما أثرى فهم الناس لموقع سانشينغدوي وثقافته.
يذكر أنه من نوفمبر 2019 إلى مايو 2020، تم اكتشاف ستة حفر قرابين جديدة في موقع سانشينغدوي، وتم اكتشاف أكثر من 500 قطعة أثرية مهمة مثل بقايا القناع الذهبي، والزخارف الذهبية على شكل الطيور، والمنحوتات العاجية. ومقارنةً بالحفرتين رقم 1 ورقم 2 اللذين تم التنقيب فيهما في عام 1986، فإن شكل واتجاه الحفرة رقم 6 متشابهان، والآثار المكتشفة متشابهة أيضا.
وتم هذه المرة اكتشاف رؤوس تماثيل برونزية ذات عيون مطلية، وقناع برونزي ضخم، وتمثال برونزي جالس، وشجرة برونزية مقدسة في الحفرة رقم 3 ، وهو أمر لافت للنظر بشكل خاص. كما تم اكتشاف أكثر من مائة قطعة عاج هذه المرة، تم حرق بعضها، ودُفن معظمها مع منتجات البرونز واليشم.
وقال شيوي جيان، الأستاذ في جامعة شانغهاي الذي شارك في التنقيب عن الحفرة 3، إن عددًا كبيرًا من الأدوات البرونزية والذهبية واليشم التي تم اكتشافها في الحفرتين 1 و 2، غيرت فهم الناس لنمط وخصائص الحضارة الصينية المبكرة، ومع ذلك تركت الحفرتان أيضًا العديد من الألغاز التي لم تُحل. وأضاف أن عدد القطع الأثرية التي تم اكتشافها في الحفرة رقم 3 هذه المرة لا يقل عن عدد القطع الموجودة في الحفرة رقم 2، ولكنها تتميز بأشكال فريدة، مما يدل على أن الأنشطة الطقسية في سانشينغدوي كانت متنوعة ومستمرة على مدى طويل.
وتم العثور على بروتين الحرير في 5 قطع من أصل 16 قطعة برونزية تم إرسالها من سانشينغدوي إلى متحف الحرير الصيني للفحص، وهو ما يدل على أنه منذ أكثر من 3000 عام، بدأ شعب شو القديم في استخدام الأقمشة الحريرية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تم فيها اكتشاف الحرير القديم في سيتشوان.
ومقارنة بعام 1986، تم نقل المعامل المتقدمة إلى الموقع الميداني لعملية التنقيب هذه المرة، وذلك يعتبر محاولة ابتكارية ذات أهمية بارزة.
كما تم استخدام تكنولوجيات مختلفة تجمع تخصصات علمية مختلفة وفرق علمية متعددة لحماية القطع الأثرية أثناء عملية التنقيب، وشملت التكنولوجيات المستخدمة الدفيئة ذات درجة الحرارة والرطوبة الثابتة ونظام التشغيل الأثري متعدد الوظائف ومنصة الحماية للطوارئ والغرفة الاستشارية المتخصصة لنقل البيانات عن بُعد ونظام تسجيل أعمال التنقيب الأثري ونظام تسجيل فيديوهات العمل وغيرها.
وتم إنشاء غرفة حماية طارئة للآثار الثقافية العضوية وهي مجهزة بخزائن ترطيب منخفضة الحرارة، وصناديق أخذ عينات بيولوجية منخفضة الحرارة وغيرها من المعدات، والتي يمكنها تنفيذ الحماية الطارئة للعاج والقرن والعظام والصدف والمنسوجات والأوعية الخشبية وغيرها من الاكتشافات.
وبفضل هذه المعدات المتقدمة تم مسح عينات العاج التي تم العثور عليها في الحفرة رقم 5. كما تم أيضا إنشاء غرفة حماية للآثار الثقافية غير العضوية وهي مجهزة بالمعدات اللازمة لحماية أدوات الذهب والبرونز واليشم والفخار بشكل طارئ.
ومن الثمانينيات إلى الوقت الحاضر، اكتشف علماء الآثار على التوالي آثارًا مهمة مثل مدينة سانشينغدوي القديمة، ومدينة يويهليانغون الصغيرة، ومدينة تسانغباوباو الصغيرة، وأساس المبنى الضخم على جبل تشينغوان، والمقبرة في قرية رنشنغ، الأمر الذي يوضح نطاق التوزيع والتخطيط لموقع سانشينغدوي. وأضافت الاكتشافات الجديدة هذه المرة مضامين جديدة وقيمة جديدة لأطلال سانشينغدوي، بما يسهم في فهم الصورة الكاملة لثقافة سانشينغدوي بشكل أفضل، وإحراز تقدم أكبر في دراسة ثقافة سانشينغدوي. كما تعكس هذه الاكتشافات المساهمات المهمة التي قدمتها حضارة شو القديمة وثقافة نهر اليانغتسي للحضارة الصينية، وهي مثال مادي هام لنموذج تعددية وتكامل الحضارة الصينية.