المظلة المثبتة وسط الطاولة هي الأكثر طلبا للحدائق الخارجية وتكون من الألمينيوم أو الحديد يحلو فصل الصيف بجلساته المسائية في الهواء الطلق مع الأهل والأقارب والأصدقاء والاستمتاع بالطبيعة الخلابة، فالحديقة تعدّ المحور الأساسي للأسرة سواء لتناول الطعام أو للشواء أو الاسترخاء أو الجلوس مع الضيوف. ولهذا لا بد من إضافة بعض اللمسات الإبداعية لتجديد ديكور الحدائق الخارجية وتزيينها بطريقة مميزة، لتتحوّل إلى حدائق أكثر جاذبية بأقل تكلفة ممكنة. وترى مصممة الحدائق الخارجية والداخلية اللبنانية نادية عطية أن تغيير المظهر الخارجي لحديقة المنزل مهم جدا، إذ يجلب راحة نفسية وصفاء ذهنيا لا يضاهى. كما من أهم أهداف وجود الحديقة الخارجية في المنزلية كسر الروتين، وتهدئة الأعصاب مع إضفاء البهجة والحيوية، إضافة إلى أن للون الأخضر مفعولا سحريا في الشفاء من بعض الأمراض، حسب قولها، كما أنه يقوي عضلة العين، لذلك فهي تحرص على تقديم أفكار أكثر تنوعًا لحديقة منزلية رائعة.
نادية عطية: للون الأخضر مفعول سحري في الشفاء من بعض الأمراض كما أنه يقوي عضلة العين
أرضية الحديقة
يجب اختيار أرضية الحديقة التي ترغبين فيها، فالحديقة من العشب الأخضر تكون ذات لمسة خاصة وفريدة من نوعها، أو الحديقة التي ترتكز على الحجر والحصى بألوان مبهجة، ويمكن للحصى الأكبر حجمًا أن تستخدم للإحاطة بمنطقة نباتات وأزهار لها جمالية مميزة، مع اختيار ألوان متنوعة تجلب عنصر الفرح والمتعة، وكذلك الأمر بالنسبة للحديقة التي تكون بأبهى صورتها من خلال البلاط المتميز برونقه الخاص على المكان، بحسب مصممة الحدائق نادية عطية.
أهمية وجود النباتات والورود
ولتكون الحديقة المنزلية أكثر جمالاً، تنصح مصممة الحدائق بزراعة النباتات الاستوائية، ومنها: وردة شارون وأزهار الكالاديوم، ونباتات القنا مع أزهار بألوان تتراوح بين الباستيل الباهت والبرتقالي النابض بالحياة والأحمر. ومن الجميل استخدام نباتات بالقرب من الممرات تكون ذات شعيرات ناعمة حتى لا تزعج أحدا عند الدخول إلى الحديقة.
كما يمكن تصميم جدار من النباتات لتبدو وكأنها خلفية طبيعية ملونة تضفي مظهرا مختلفا للحديقة. وتؤكد مصممة الحدائق عطية على أهمية زراعة أشجار "ليلاند"، وهو نوع من السرو سريع النمو، ويعدّ من أهم جماليات الحديقة في الوقت الحاضر، مع استخدام الإضاءة الخفية داخل شتلاتها.
قد تكون الجلسة الخارجية ذات مساحة ضيقة لكنها مميزة بعناصر جذابة منها كراسي البامبو والقش (بيكسلز)
"غرفة" في الحديقة
من أهم الاتجاهات لعام 2022 هو عمل زاوية تبدو وكأنها غرفة في الحديقة، وتصبح مكانا يشعر فيه المرء بالدفء أثناء الاستمتاع بالهواء النقي. يمكن تصميم غرفة الحديقة بإضافة كراسي الاستلقاء أو الأرجوحة، وفوانيس ومصابيح خارجية. وتبين مصممة الحدائق أن الاتجاه هذا العام بشكل خاص نحو "الريترو" (أسلوب ظهر بعد الحرب العالمية الأولى وهو مرتبط بالحداثة والألوان الزاهية) المحدث بألوان محايدة مع مواد ناعمة الملمس وقطع معدنية و"الراتان" (الخيزران) المنسوج والحبال والخشب.
الحديقة التي ترتكز على الحصى والنجيل الأخضر لها جمالية مميزة (مواقع التواصل)
أفكار لتنسيق الحدائق المنزلية
وتقدم لك مصممة الحدائق الخارجية والداخلية اللبنانية نادية عطية عدة أفكار لتجميل حديقتك المنزلية الخارجية، سواء كانت صغيرة أو كبيرة المساحة: زراعة الأشجار والورود حول الحديقة، مع وضع طاولات جلوس مميزة، وتزيين الحديقة بالأحجار والشموع، ورفوف من الورود تعطي المساحة الكبيرة والشكل الجمالي مع الأثاث العصري الذي يضفي طابعا مميزا. يمكن أن تكون الحديقة خشبية تعتمد على الكراسي الخشبية أو الخيزران لإضافة لمسة خاصة وجعلها مكانًا مثاليًا للجلوس، مع الطاولة الخارجية المواكبة للعصر والبسيطة بتصميمها مع الإكسسوارات الموزعة منها السجاد والوسائد والأغطية الخارجية، ويمكن تزيين مدخل الحديقة بغطاء خشبي من الأعلى. يوجد اتجاهات نحو الأثاث المشغول من "الريزين" أو البلاستيك المقاوم للعوامل الطبيعية كأشعة الشمس والمياه والهواء. ومن المهم أن يكون هذا الأثاث مميزا ومريحا وعمليا. يمكن أن تكون الجلسة الخارجية ذات مساحة ضيقة، لكنها مميزة بالكثير من العناصر الجذابة منها كرسي البامبو المعلقّ بالسقف (أرجوحة)، مع إكسسوارات القش والبامبو المنتشرة في كل أرجاء المكان، وهذا الديكور سيكون عصريا ملفتا للأنظار. تصميم ركن خاص للاسترخاء والجلوس مع أثاث بسيط، وتلفاز إذا رغبت، أو حتى أريكة طويلة منخفضة مع وسادة جميلة الشكل، ملونة لإضفاء الشعور المريح على المكان، بالإضافة إلى بعض الوسائد الصغيرة المريحة والفوانيس الخفيفة، مع زراعة الأشجار حول منطقة الجلوس لتوفّر جوا لطيفا. هذا الديكور الفاخر يمكن أن يكون إلى جانبه مسبح صغير خاص وأرض مزروعة بالعشب الأخضر.
الاتجاه حاليا نحو الريترو المحدث بألوان محايدة مع الراتان المنسوج (بيكسلز)
كما يمكن أيضا استخدام الأثاث الزائد في المنزل، ووضعه في الحديقة مع إضافة بعض التغييرات عليه لجعله أكثر تجددا وبساطة وتناسقا مع الخارج. ويمكن أيضا استخدام بعض العناصر الزخرفية الخشبية غريبة الشكل، وتعليق النباتات على الجدار، مع إضافة أنوار خافتة جميلة للاستمتاع بالجلوس ليلاً، فالإضاءة مهمة جدا في جعل المكان أكثر جمالا ورونقا. استخدام المظلات ضروري أيضا كي تخفف من وطأة أشعة الشمس القوية في فترات النهار. فالمظلة مثبتة وسط الطاولة هي الأكثر طلبا، وغالبا ما تكون من الألمينيوم أو من الحديد. يجب عدم نسيان إنشاء ركن خاص للأطفال للعب بالرمل والتراب، مع مراعاة وجود مكان لتعليق الأدوات الخاصة لذلك. تعطي نوافير الماء مظهرا مختلفا لحديقة المنزل، وتمنحها الحيوية والانتعاش. أما أرجوحة الحديقة فصارت متوفرة بشكل كبير، وبألوان زاهية، وتعتبر من أساسيات أي حديقة منزلية.
تصميم رفوف النباتات كخلفية طبيعية ملونة تضفي مظهرا مختلفا للحديقة
تقسيم الحديقة
وتنصح المصممة عطية بتقسيم الحديقة المنزلية إلى قسمين: الأول مخصص لإنشاء حديقة منزلية بسيطة يتم تغطيتها بالأعشاب، والجزء الثاني مخصص لتناول الطعام عن طريق وضع طاولة خشبية مناسبة جدا للجلوس. وغالبا ما يكون الاتجاه نحو الحديقة العامودية، والتركيز على الإضاءة الليلية التي تضفي قيمة على المساحة المحدودة.
وأخيرا، تنصح عطية بحديقة المنزل النموذجية التي تتألف من منطقة للجلوس ومنطقة لتناول الطعام مزودة بطاولة كبيرة الحجم، مع منطقة لحمام السباحة ومنطقة للشواء ومنطقة للعب، وهنالك منطقة مخصصة للخضروات وللنباتات. كل هذه الأقسام تكون مدروسة بتوازن وتناسق ومتصلة ببعضها بعضا. هذا المكان المثالي هو الملاذ الأفضل للهروب من التوتر والعصبية، ولقضاء أجمل الأوقات مع الأحباب والأصدقاء.