منازل القمر يقول تعالى: “وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ”.
يُبيّن الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن من براهين قوته وهو القادر على كل شئ أنه كلف القمر أن يتحرك في منازل النجوم وهو يدور حول الأرض، إذ بدأت دورته مثل هلال جديد في أحد تلك المنازل، ويزداد نوره كلما تحرك في المنازل، فيكتمل البدر، ثم يتناقص، حتى يعود الهلال إلى نفس الموضع في نهاية الشهر ثم يتلاشى نوره، بحيث يولد هلال جديد بعد اندماجه مع الشمس في موضع آخر لافتة.
وعدد هذه المنازل النجمية التي يحل القمر ضيفًا عليها في رحلة شهرية حول الأرض هو ثمانٍ وعشرون، ويقضس حوالي يوم واحد في كل منزل، وعلى التدقيق حوالي 23 ساعة وثلث ساعة، وهكذا يكمل القمر دورة كاملة حول الأرض، ويعود إلى الموقع الذي بدأ منه الهلال في بداية الشهر لينهي دورته، كالهلال في آخر الشهر في يومين إضافيين، ويختفي نوره ليلتقي بالشمس ويلتحق بها مرة أخرى، بعد 29 يومًا ونصف، ليولد هلال جديد مثل عرجون النخل ويبدأ شهر قمري جديد.
ولعل سبب الحاجة إلى يومين إضافيين لحدوث الاقتران مرة أخرى وولادة هلال جديد، هو أن الأرض كما يدور القمر حولها فهي لا تكون ثابتة، وتتحرك حوالي 27 درجة في مدارها حول الشمس، لذلك يبدو لنا أن الشمس كانت تتحرك في دائرة البروج بمقدار 27 درجة، ويجب أن يصل القمر إلى هذا الموضع الجديد لكي يندمج بينه وبين الشمس.
منازل القمر والبروج يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾ [الحجر: 16].
ولعل بروج السماء أو الكوكبات المعروفة هي تشكيلات من المجموعات النجمية المتقاربة المنتشرة في السماء، والتي صورها الناس في مختلف الحضارات على أنها حيوانات أو بشر أو كائنات أسطورية.
منذ القدم لاحظ الإنسان 88 كوكبة، وأقربها إلينا على دائرة وهمية تعرف بدائرة البروج حول الأرض، والتي يقسمها خط الاستواء السماوي إلى نجوم شامية في الشمال ونجوم يمانية في الجنوب وعدد درجاتها 360، وعليه أربع عشرة برجًا، لكن درجاتها تنقسم فقط على اثني عشر برجًا، ودرجات كل من الأبراج الاثنى عشر 30 درجة.
ودائمًا ما تظهر 180 درجة فقط في الأفق، وتختفي 180 درجة الأخرى من دائرة البروج، وكلما زادت درجة واحدة من الشرق غربت درجة المقابلة من الغرب، وتكمل دائرة البروج بنجومها ثورتها الظاهرية حول الأرض كل 24 ساعة تقريبًا، وتظهر الشمس فيها تدور في حركة ظاهرية غير حقيقية حول الأرض، وينطبق الأمر نفسه على الكواكب الأخرى حيث تبقى الشمس في كل برج منها لمدة شهر تقريبًا، بحيث تكمل الشمس تلك الدورة الوهمية في فترة 365 يومًا وربع يوم، بينما الحقيقة أن الأرض تدور حول الشمس من الغرب إلى الشرق، لذلك يبدو لنا أن الشمس تشرق علينا كل يوم من الشرق إلى الغرب، ومن هذه الدورة تنشأ السنة الشمسية للأرض.
والمجموعات النجمية التي تشكل منازل القمر ليست منفصلة عن النجوم المكونة للبروج “الكوكبات” على دائرة البروج، ولكنها أجزاء من اثني عشر برجًا معروفًا، إلى جانب كوكبة الجبار الواقعة بين برج الثور والجوزاء وكوكبة الفرس العظيم “الحصان المجنح” التي تقع بين الدلو والحوت، حيث أن القمر يدور حول الأرض ولكل منزلة منها اسم محدد.
منازل القمر وفصول السنة اعتبر العرب أن طلوع المنازل عند الفجر يكون لتحديد فصول السنة والتغير المناخي، ولكن وجدت أنه من الأسهل للشرح والتوضيح تتبع الفصول كما نعرفها حسب السنة الشمسية ، وعرض المنازل التي تتبعها.
يتضمن كل فصل من فصول السنة الأربعة ثلاثة بروج، بإجمالي 90 درجة من دائرة البروج، وتتوزع في درجات البروج الثلاث سبع منازل من منازل القمر، وتبلغ درجات كل منها 12.85 درجة ، يمر القمر بها تقريبًا في يوم واحد “23 ساعة وثلث تقريبًا”، بينما تبقى الشمي لمدة 13 يومًا في حركتها الظاهرية.
ومنازل بروج فص الخريف هي “برج الميزان وبرج العقرب وبرج القوس” هي: “الغفر- الزبانى- الإكليل- القلب- الشولة- النعايم “الغنائم”- البلدة”، ومنازل بروج فصل الشتاء هي “برج الجدي وبرج الدلو وبرج الحوت” هي: “سعد الذابح- سعد بلع- سعد السعود- سعد الأخبية- الفرع المقدم- الفرع المؤخر- الرشا “بطن الحوت”، لنأخذ مثال منازل الربيع لنرى كيف يتم ترتيب درجات المنازل السبعة على ثلاثة بروج:
تبدأ منزلة الشرطان من بداية الحمل وحتى درجة 12.85. ثم تتبعها منزلة البطين، وتبدأ من حيث تنتهي درجات الشرطان عند 12.85، وتنتهي عند 25.7 درجة من الحمل. تبدأ بعدهمما درجات منزلة الثريا، وهي منزلة مختلطة بين برج الحمل والثور ؛ تحتل آخر 4.3 درجة من برج الحمل وأول 8.55 درجة من بداية برج الثور، وبالتالي فإن مجموع درجاتها هو أيضًا 12.85 درجة.
ثم تبدأ درجات رتبة الدبران عند 8.55 درجة من برج الثور وتنتهي عند 21.4 درجة من برج الثور.
بعد ذلك ، تبدأ منزلة الهقعة، وهو وضع مختلط تقع درجاته بين برج الثور والجوزاء، وتحتل آخر 8.6 درجة من برج الثور، و 4.3 درجة من أول برج الجوزاء . ثم منزلة الهنعة، وهي تقع بالكامل في برج الجوزاء بين درجتي 4.3 و 17.15. والذراع آخر منزل من البروج الربيعية، وتقع في آخر برج الجوزاء بين 17.15 و 30 درجة. جدول منازل القمر تتكون منازل القمر من 28 منزلة، مطابقة لعدد الحروف العربية، وبالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون فإن كل حرف عربي يكون بترتيب أبجدي، وهو الترتيب الصحيح للأحرف العربية، ويأخذ الرسم شكل المنزلة التي يتفق ترتيبه معها، ولكل حرف حساب رقمي خاص به، ولكل حرف طاقة موزعة بين أربعة طباع متتالية “نار – أرض – هواء – ماء” بحيث يتجمعون في أربع مجموعات، كل مجموعة مكونة من سبعة أحرف.
ولا توجد علاقة بين طاقة تلك الأحرف وطاقات المنازل التي أخذ منها رسمها، كما أن لكل حرف منها وزن للطاقة يؤثر على طاقة الكلمة التي يدخل فيها، ولأن كل مجموعة تحتوي على سبعة أحرف، فإن أول حرف ناري “الألف” له أعلى ميزان “7”، وحرف النار التالي “الهاء” له أقل درجة “6”، وهكذا في كل مجموعة من الأحرف.
طريقة حساب منازل القمر يتم ضرب عمر القمر في 2 ويقسم على 5، فعلى سبيل المثال إذا كان عمر القمر 15 يومًا، فستكون النتيجة 6، مما يعني أن القمر سيشرق ويغيب من مكان شروق الشمس وغروبها بعد 6 أشهر، و إذا كان عمره 5 أيام فستكون النتيجة 2، مما يعني أن مكان شروق الشمس وغروبها هو نفسه مكان شروق الشمس وغروبها بعد شهرين وهكذا.
أما بخصوص كيفية حساب وقت شروق وغروب القمر بالنسبة للشمس، فيتم ضرب عمر القمر في 4، وتقسم النتيجة على 5، فعلى سبيل المثال إذا كان عمر القمر 15 يومًا فالنتيجة هي 12، مما يعني أن القمر سيشرق بعد 12 ساعة من شروق الشمس ويغيب بعد 12 ساعة من وقت غروب الشمس.[1]
المراجع
How to Interpret the 12 Houses In Your Birth Chart