بات المنتخب المغربي لكرة القدم بقيادة مدربه الوطني "وليد الركراكي" حديث العالم أجمع، بعدما استطاع وضع اسمه بين الأربعة الكبار في عالم كرة القدم بغض النظر عن نتيجة لقاءه أمام المنتخب الفرنسي بنصف نهائي مونديال قطر 2022.
وأذهل المنتخب المغربي العالم أجمع بعد إطاحتهم بالفرق المرشحة للقب واحداً تلو الآخر، وحققوا الفوز تباعاً على ثلاثة من هؤلاء وهم بلجيكا، وإسبانيا والبرتغال.
وبكل تأكيد فإن جميعناً سمع المعلقين والجمهور، وقرأ في الأخبار ذلك اللقب الذي يشتهر به المغاربة وهو "أسود الأطلس" أو "أسود الأطلسي" والأولى هي الأصح فمن أين جاءت هذه التسمية؟
معتقد خاطئ: يعتقد البعض أن لقب "أسود الأطلسي" الذي ينادى به المنتخب المغربي لكرة القدم جاء نسبةً للمحيط الأطلسي الذي يحد المغرب من جهة الغرب، لكن هذا الأمر الذي يؤمن به كثيرون ليس صحيحاً على الإطلاق، وتعود حقيقة هذا اللقب نسبة إلى نوع من الأسود استوطنت جبال الأطلس، وهي سلسلة جبال تمتد عبر الشمال الغربي لقارة إفريقيا حوالي2500 كم وتمتد عبر كل من المغرب والجزائر وتونس.
وقد جذبت هذه الجبال ذاك النوع من الأسود، كونها تعد غنية بالعناصر النباتية والمعدنية والحيوانية، وتمتاز أيضاً بمناخ قاسٍ وطرق وعرة تصعب الوصول إليها، فيما يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيها حوالي 4165 كم، وهي قمة جبل توبقال الذي يقع في الأطلس الكبير داخل الأراضي المغربية.
أما "أسود الأطلس" فقد انقرضت بشكل تام من البرية ولم يعد لديها وجود في السهول، حتى أنها باتت مهددة بالانقراض بشكل كامل٬ إذ لم يتبق منها سوى أعداد قليلة جداً.
أسود الأطلس: لقب هذا النوع من الأسود باسم "أسود الأطلس" نسبة إلى تلك الجبال التي استوطنها، وتميز بشكل كبير بفروه الدافئ وعضلاته القوية جداً، التي تتوازى مع خفة حركة كبيرة اكتسبها نتيجة عيشه في تلك الطرق الوعرة بهذه الجبال، واضطراره للتسلق بشكل دائم بهدف الصيد.
كما تعرف هذه الأسود بشراستها الكبيرة، التي تفوق الكثير من أقرانها، ويروى أن الرومان كانوا يتقصدون صيد هذه الأسود واستخدامها في القتال داخل حلبات الكولوسيوم الشهيرة.
المغرب تحافظ على السلالة: كما أسلفنا سابقاً٬ فقد انقرضت هذه الأسود في البراري، وقد تنبهت المملكة المغربية لهذا الأمر، فعمدت لنقل 38 زوجاً منها إلى حديقة الحيوانات في العاصمة الرباط، حفاظاً على سلالتها من الاختفاء بشكل كامل، وتعمل الحديقة ضمن برنامج تأهيلي يهدف للحفاظ على أسود الأطلسي والعمل على تكاثرها لإعادتها للحياة البرية من جديد.
ختاماً فقد أكد جميع مشجعي كرة القدم في العالم، استحقاق المنتخب المغربي لهذا اللقب، نظراً للقتالية العالية التي ظهروا بها خلال مباريات المونديال، ومصارعتهم أعتى الفرق الأوروبية والتغلب عليها، واقتراب حلمهم من الظهور في نهائي البطولة كأول فريق عربي وإفريقي يحقق هذا الإنجاز.