يذهب البعض منا إلى طبيب الأسنان لتقويم الأسنان دون داعٍ، وإنما من أجل اتباع التقاليع، أو مسايرة العصر فقط، والبعض الآخر يحتار بين عمل "فينير" للأسنان، أو الحصول على ابتسامة هوليوود، من دون معرفة الفرق بينهما، وما الإجراء المناسب لكل شخص، لاسيما أن اختيار التجميل المناسب يرجع للطبيب الموثوق به، من أجل الحصول على أسنان بيضاء جذابة، دون المساس باللثة والجذور، ودون إيذاء السن بأي حال من الأحوال. الدكتور طارق حافظ، أخصائي تجميل الأسنان، يوضح - في حوارنا معه - الفرق بين عمليات تجميل الأسنان وفوائد ومضار كل منها:
* ما رأيك في "ابتسامة هوليوود"؟ ولماذا يقبل الكثير من الناس عليها مؤخراً؟
- أعتقد أن السبب في ذلك نقص في توعية الناس بطب تجميل الأسنان، فضلاً عن الكثير من العروض الترويجية التي تقوم بها عيادات تجميل الاسنان من أجل جني المال والربح. الهدف من ابتسامة هوليوود هو تبييض الاسنان وتجميلها لكن بشكل أقرب للطبيعي.
* ما المشكلات الصحية التي تنتج عن تجميل الأسنان بطريقة خاطئة؟
- نرى الاشكال المعتادة لأسنان الابتسامة الهوليوودية، بحجم ضخم وأبيض ناصع بشكل مفرط، وهي أشكال ليست - بأي حال من الأحوال - جمالية أو طبيعية ولا صحية للثة، مع الشكوى المعتادة من "رائحة الفم الكريهة، ونزيف اللثة".
* برأيك.. ما سبب ذلك؟
- في معظم الحالات يذهب الناس إلى عيادات عشوائية للحصول على ابتسامة افضل، وينتهي الأمر بشكل أسوأ من ذي قبل. مجرد "أسنان أكثر بياضًا"، ولكنها ليست بيضاء بشكل طبيعي. وهنا يساء فهم كلمة "قشرة" أو "فينير"، لاسيما وأنا أحاول دائما بذل قصارى جهدي لتثقيف الناس حول هذه المسألة مع إعطائهم خيارات علاج مختلفة، ومعرفة العلاج الأنسب لاحتياجاتهم وأسلوب حياتهم، وهذا ما يجب على كل طبيب أن يفعله.
* ماذا عن "الفينير".. فوائده وأضراره؟
- يجب أن يفهم الناس بالضبط ما هو "الفينير"، ونتحدث هنا فقط عن "الفينير" المصنوعة من البورسلين، وليس أي نوع آخر، لأن البورسلين هو الأفضل والأقوى، ويعطي مظهرًا طبيعيًا. و"الفينير" نوع من ترميم الأسنان، مثل الحشو أو التاج أو الجسر، إنها طريقة بسيطة لترميم الأسنان التي تعرضت للتلف أو التسوس أو تحتاج ببساطة إلى مظهر جمالي جديد. الفرق مثلاً هو أن التاج يغطي السن بالكامل من كل جانب، بينما يغطي "الفينير" مساحة جزئية، وبشكل أكثر تحديدًا الوجهة الامامية للسن التي نراها في الابتسامة، فـ"الفينير" ترميم بيولوجي وجمالي ووظيفي للأسنان.
* كيف تتم العناية بالأسنان بعد تجميلها؟
- عندما يتم تجميل الأسنان بشكل صحيح، يمكن الحفاظ عليها بنفس الطريقة التي نحافظ بها على الأسنان الطبيعية، ومنها الحرص على اتباع الإجراءات الروتينية اليومية في المنزل، مثل: تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، مع ارتداء حارس ليلي للحماية من صرير الأسنان أو الطحن، والالتزام بمواعيد التنظيف والفحوص الدورية لدى طبيب الأسنان.
* ما مدة بقاء "الفينير" في الفم؟
- عندما يتم ترميم "الفينير" بشكل صحيح، يمكن أن يستمر لسنوات عدة، من 10 إلى 15 عامًا، طالما أن المريض يحافظ على النظافة باستمرار في المنزل وزيارة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوص والتنظيفات. على الرغم من أن البورسلين لا يسوس، فإن الأسنان الطبيعية المحيطة به يمكن أن تتسوس، لذا من المهم اكتشاف أي مشاكل في وقت مبكر ومعالجتها قبل أن تزداد سوءًا.
* هل صحيح أن تجميل الأسنان يتطلب بعد إجرائه الابتعاد عن شرب القهوة والمشروبات الداكنة؟
- هذا صحيح بعد تبييض الأسنان فقط، ولكن ليس مع "الفينير"، لأن التبييض يفتح أساسًا مسام الأسنان التي جمعت البقع لسنوات عدة، ثم يدخل مادة كيميائية تزيل البقع لتبييض الأسنان. يستغرق انسداد المسام فترة قصيرة لذا ينصح بتجنب القهوة أو المشروبات الداكنة لمدة يوم أو يومين بعد التبييض، أما مع القشرة أو الترميم، لست بحاجة إلى القيام بذلك، لأن البورسلين لا يترك بقعًا، ولا يجمع البقع على مر السنين كما تفعل الأسنان الطبيعية.
* ما الليزر المائي؟
- الليزر المائي هو آلة ليزر تنتج طولاً موجياً محدداً، يعمل على معدل امتصاص الماء في أنسجة الأسنان أو الإسمنت السني. ويعمل على المحتوى المائي في الأنسجة لقطعه، أو محتوى الماء في الأسمنت لإزالة الترميم من دون إتلافه، وتعتبر عملية حساسة للغاية من الناحية التقنية، على سبيل المثال لاستخدامه بكفاءة يجب أن يكون هناك الكثير من التبريد بالماء حتى لا تسخن السن بشكل زائد ويتلف العصب، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الإسمنت المستخدم من النوع الذي تتم إزالته بسهولة بواسطة الليزر المائي بالنسبة لإزالة التاج أو القشرة بسلاسة.