* شهد مركز الملك فهد الثقافي عرضًا مسرحيًّا صامتًا تناول الأوضاع العربية وسقوط الأنظمة السياسية في عدد من الدول العربية، وانعكاس ذلك على الشارع العربي عامة.
قُدِّم العرض التجريبي، الأحد 27 مارس/آذار، والذي حمل عنوان "الدود"، في 3 لوحات منفصلة؛ مدة كل منها 13 دقيقة، لـ3 مخرجين بنفس فريق الممثلين المكوَّن من 7 أعضاء، استعملوا تقنيات الحركة والضوء والموسيقى لإظهار المعنى في النص الصامت. وتولَّى كتابة السيناريو صاحب الفكرة الدكتور راشد الشمراني، فيما تولَّى د. شادي عاشور وأسامة خالد وخالد المريشد إخراج اللوحات بشكل منفصل. وأشاد وزير الإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز الخوجة بمستوى العرض، معتبرًا أن فكرة إنشاء أكاديميات مسرحية في السعودية يجب أن تُدرس بجدية. وقال د. الخوجة: "أعتقد اليوم -وأنا أشاهد هذه المسرحية، وهذا التكامل الجميل فيها على كل الصعد- أن المستقبل سيكون بعون الله تعالى ممتازًا جدًّا، ويجب علينا جميعًا أن نضع أيدينا في أيديهم ونتكاتف معهم ونساعدهم لنخرج مسرحًا سعوديًّا متكاملاً". واستمر العمل والتحضير للمسرحية ما يقارب 60 يومًا. وهي من بطولة النجوم الشباب: مبارك الحامد، وشجاع نشاط، وعبد الله فهاد، ومحمد الحارثي، وعليان العمري، ومعاوية عمر، ومحمد رمضاني. ومن تأليف د. راشد الشمراني، وإخراج د. شادي عاشور، وأسامة خالد، وخالد المريشد. من جانبه، أشار المخرج والممثل أسامة خالد إلى أن المسرحية تحدثت عن الفوضى الموجودة في العالم العربي، وانعكاساتها على المجتمع السعودي، كما تناولت كيف تهاوت بعض الأنظمة العربية بإرادة شعوبها دون الخروج عن جماليات العمل المسرحي. وبيَّن أن المسرحية أتاحت مجال التحليل وفق منظور شخصي لكل مشاهد؛ لكونها عرضت المعاناة دون الدخول في التحليل. المسرح بدل البندقية بدوره، قال الممثل خالد سامي لـmbc.net، إن المسرح من الممكن أن يحل مكان البندقية في حفظ السلام ونهضة الشعوب. وأشار إلى أن "التجمُّع اليوم انعكاسٌ حقيقيٌّ للقدرات الهائلة للمسرح على دعم المجتمعات ورأب الصدع فيما بينها؛ فهو لغة عالمية يمكن عن طريقها تقديم رسائل السلام والتسامح". وقرأ الممثل خالد سامي، نيابًة عن المسرحيين السعوديين، كلمة اليوغندية جسيكا أ. كاهوا التي رشحتها الهيئة الدولية للمسرح هذا العام لكتابة رسالة يوم المسرح العالمي، والتي تُقرأ بصورة متزامنة في 27 مارس/آذار وسط احتفالات تنظمها دول العالم. وترشِّح الهيئة الدولية للمسرح في كل عام واحدًا من المسرحيين على مستوى العالم لكتابة رسالة يوم المسرح العالمي، يوجِّه فيها رؤيته وفكره إلى العالم، ويقرأها العالم. وتضمَّنت رسالة كاهوا -وهي ناشطة في مجال السلام الاجتماعي- التي قرأها العالم في وقت متزامن، يوم 27 مارس/آذار؛ إشارة إلى أهمية أن يكون المسرح رسالة حب وسلام. وطالبت بإيجاد برامج مسرحية إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بدلاً من البندقية والدبابات. أما رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور محمد بن صالح الرصيص؛ فأوضح أن الاحتفال بهذا اليوم يأتي على خلفية إدراك المساحة الكبيرة التي يحتلها المسرح عالميًّا، ولبصمته ودوره في إنجاح فرص التفاعل البشري، لافتًا إلى أن المسرح لغة مشتركة يفهمها الجميع. من جهته، أكد رئيس قسم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون رجاء العتيبي، في كلمته؛ أهمية دعم رجال الأعمال المسرحَ فنيًّا واقتصاديًّا على مدى طويل. وقال إنه "لا يمكن أن تنجح اقتصاديات الفنون إذا لم يستقل الفن".