26.03.14 19:14 | جوهر الخلاف بين السعودية وقطررقم المشاركة : ( 1 ) |
نائب المدير
إحصائيةالعضو | | | العمر : 38 | عدد المساهمات : 21275 | نقاط : 143160 | 2 |
|
| موضوع: جوهر الخلاف بين السعودية وقطر جوهر الخلاف بين السعودية وقطرجوهر الخلاف بين السعودية وقطر جوهر الخلاف بين السعودية وقطر
لاشك أن هذا الخلاف بين السعودية وقطر ليس الأول من نوعه وقد شهد التاريخ الحديث للدولتين نزاعات متكررة بين الفينة والأخرى إلا أن هذا الخلاف يمتاز عن غيره من حيث توقيته وجوهره فهل هو طلاق في زواج عرفي ؟ أم أنه قطيعة مؤقتة تزول بزوال الغضب الناتج عن زلات اللسان من الجانبين؟
بقلم: سامي إبراهيم
ويبدو للوهلة الأولى أن العقلية البدوية التي تسيطر على تفكير الزعامات في رسم سياسة دول الخليج لا تسمح في التباين بالرأي خصوصا وإن الأحجام مختلفة والأوزان متفاوة لذك إن "الاستراتيجية السورية" الجديدة لواشنطن والتي تنص أولا على حصر مصادر تمويل المعارضة السورية بيد الرياض فقط وثانيا على حصر تنسيق الجهود العسكرية للمعارضة بيد لندن فقط وثالثا على حصر الدعم للمجموعة المسلحة التي تضم كل من تقر الرياض بالرهان عليه فقط حشرت قطر في زاوية مخفية لا يرى لها أثر يذكر.
الذرائع السعودية إزاء قطر
إن ما تبديه السعودية من أنها بذلت جهودا كبيرة للتواصل مع دولة قطر على كافة المستويات بهدف الاتفاق على مسار نهج يكفل السير ضمن إطار سياسة موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي تقوم على الأسس الواردة في النظام الأساسي لمجلس التعاون وفي الاتفاقيات الموقعة بينهما والتي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر ليس إلا من قبيل ذر الرماد في العيون لتخفي نواياها بفرض الوصاية السعودية على دول الخليج في جميع المجالات وخصوصا في الملف السوري.
لذلك كان رد فعل دولة قطر بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن "استراتيجيتها السورية" الجديدة في أن تتراجع عن تنفيذ التزاماتها بالاتفاقية الموقعة من قبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر والمبرمة على إثر الاجتماع الذي عقد في الرياض في نوفمبر/ تشرين أول 2013 والتي وقعها وأيدها جميع قادة دول المجلس كونها تكبل هذه الدولة الطموحة في أن تلعب دورا في السياسة العربية يفوق إمكانياتها المالية المطلوبة لدعم المخططات الأمريكية في الملفات العربية وفي مقدمتها الملفان السوري والمصري.
لا أفق لحل الخلاف بين الدوحة والرياض
ويلاحظ خبراء أنه لا يرى أي أثر في الآفق القريب وحتى البعيد في أن يبدي أي من الطرفين استعداده على تقديم تنازلات وعلى تدوير زوايا الخلاف بينهما سيما وأن قطر كانت ترى في السعودية الدولة التي تقمع الجارة الصغيرة في سياستها الدولية والإقليمية لذا لم يكن أمامها إلا أن تعمل على توفير عناصر الدفاع عن النفس في احتواء ودعم تنظيمات أصولية مثل حركات الاخوان المسلمين في العالم العربي والإسلامي لتكون عصا تلوح بها الدوحة أمام كل من يحاول الإقلال من شأنها ودورها في المنطقة.
لذلك قامت الدوحة وعلى مدى السنوات الأخيرة في دعم حركات الأخوان المسلمين وإيواء قيادتهم السورية والمصرية والسعودية والخليجية أيضا وقدمت المساعدات المادية والمعنوية للحوثيين في اليمن ما أثار حفيظة الرياض ونقمتها لتعلن الطلاق في زواجها العرفي من قطر ولتعمل على محاصرتها وتقويض قدراتها على التحرك السياسي عربيا وإقليميا خصوصا أن حليفها الشملي في أنقرة يعاني من غضب شعبي وملاحقات قضائية قد تطيح بحكومته إن لم يكن عاجلا فآجلا حتما.
تداعيات الخلاف على المنطقة العربية
إن تدعيات هذا الخلاف بين الدوحة والرياض لابد وأن يصيب السعودية قبل غيرها بأذى موجع قد يجبرها على البحث عن حلفاء إقليميين أقوياء يسهمون معها في شل إمكانيات وعربدة الدولة الصغيرة في منطقة الخليج ولا يستبعد أن تطرق الرياض أبواب طهران التواقة لإقامة تفاهم واسع معها من أجل قيامهما كدولتين كبريين في المنطقة بفرض الأمن والاستقرار في محيطهما الإقليمي خصوصا وأن تقاربا يلاحظ في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد مجيء الإصلاحي حسن روحاني إلى سدة السلطة في طهران.
إمكانية تحالفات جدية في الخليج
ويرى مراقبون أن الشرق الأوسط شهد في الألفية الجديدة ثلاث تحولات أساسية مهمة أولها في الفراغ الذي أحدثه خروج العراق من الساحة العربية بعد الغزو الأمريكي له في العام 2003 ما حول النظام الخليجي من القطبية الثلاثية إلى القطبية الثنائية وثانيها في اختلال موازين القوى والنظام الشرق أوسطي عام 2011 بعد خروج مصر واضطراب سورية وبقاء السعودية وحدها في النظام العربي وثالثها انتقال مركز القوة نتيجة لما حدث باتجاه الخليج وخصوصا نحو دولة قطر ما زاد من الاعباء الاستراتيجية على السعودية وأصبحت مع إيران اللاعبين الرئيسيين ليس في منطقة الخليج فحسب بل وفي الشرق الأوسط برمته أيضا.
بيد أن قطر في هذه الحال لن تستكين لواقع التقارب بين الرياض وطهران الذي يهدد طموحاتها ومستقبلها بل وحتى مصيرها كدولة وستعمل على إيجاد حلفاء لها خصوصا أن قادتها يتمتعون بفكر ديناميكي عملي وربما يكون تحركها باتجاه بلاد الشام والرافدين ودخولها في عملية تحرير الراهبات المختطفات من قبل المجموعات المسلحة في سورية مقدمة لبدء مداعبة دمشق وإعادة المياه إلى مجراها في العلاقات الحميمية السابقة مع الرئيس الأسد ولكنها في هذه الحال أيضا لن تتكلل جهودها بالنجاح في الوصول إلى دمشق إلا عبر وساطة من طهران ما قد يجعل إيران تلعب دورها المقدس في جمع العرب حول كلمة سواء.
وجهة نظر موقع "همسات المطر" قد لا تتوافق مع رأي صاحب المقال
|
| |