ترك ليونيل ميسي، أهم بصمة في تاريخه بمباريات الكلاسيكو، وقدم مباراة رائعة، سجَّل خلالها هدفين، ليقود برشلونة للفوز على ريال مدريد (3-2)، اليوم الأحد، بالجولة الـ33 من الليجا، في إحدى أجمل مباريات الفريقين بالسنوات الأخيرة.
استحق برشلونة، الفوز عن جدارة واستحقاق؛ لأنه كان الطرف الأخطر في المباراة، لكن ريال مدريد كسب احترام الجميع بعد قتال شرس، رغم نقص الصفوف في الدقائق الأخيرة، بعد طرد سيرجيو راموس في الدقيقة (77)، وكاد يخرج متعادلاً، لولا هدف ميسي القاتل، في الثواني الأخيرة.
بدأ ريال مدريد، المباراة متحفظًا من خلال التشكيلة التي بدأ بها المدرب زين الدين زيدان، فظهر واضحًا أن الفريق، يفتقد للاعب يربط بين خطي الوسط، والهجوم، مع تراجع ثلاثي الوسط للمواقع الخلفية، واكتفاء مودريتش بطلعات خجولة، وحذر مبالغ فيه من قبل كروس، أما كاسيميرو فتفرغ لمراقبة ليونيل ميسي.
فشلت الخطة، في الشوط الأول رغم البداية الجيدة في أول ربع ساعة، لا سيما، وأن جاريث بايل، عانى من مشاكل ذهنية وبدنية، أدت لخروجه من الملعب مصابًا، ودخول ماركو أسينسيو، مكانه.
من جانبه، أدرك مدرب برشلونة لويس إنريكي، منذ البداية أن المبالغة، في التقدم للأمام، سيكشف خط دفاعه رغم حاجته الماسة للفوز، فأحكم السيطرة على منتصف الملعب، ولم يتأثر بضغط لاعبي ريال مدريد، على حامل الكرة في ملعبه نظرًا لوجود مساحات شاسعة، أمام لاعبيه في الوسط.
كان العبء بأكمله في الشوط الأول، على ميسي، الذي، رغم عدم تمتعه بالدعم المطلوب، اجتهد واخترق مستفيدًا من مهارته الاستثنائية، فسجل هدفا بعد مراوغة دفاع الخصم، وكان قريبًا من إحراز هدف ثان.
ولم يكن غياب الموقوف نيمار، والذي يمد الفريق الكتالوني بالحلول الفردية، ملحوظا بأوقات كثيرة من المباراة، وقام بديله ألكاسير، بجهد لافت بالناحية اليسرى، ومد لويس سواريز بالكرات، إلا أن الأخير غاب عنه التركيز بشكل تام.
ورغم البداية النارية لريال مدريد في الشوط الثاني، تمكن برشلونة من بسط سيطرته على مجريات اللقاء، مهدرًا الفرصة تلو الأخرى، وتحرر خط وسطه بعد دخول البرتغالي أندريه جوميز، مكان ألكاسير، ما أدى لانكشاف وسط ريال مدريد، الذي اضطر مدربه لاستبدال كاسيميرو المتوتر، وإشراك الكرواتي ماتيو كوفاسيتش بدلا منه.
كان ريال مدريد، محظوظًا في عدم تلقي مرماه أهداف أخرى، بعدما سجل راكيتيتش، هدفه الصاروخي بالدقيقة 73، وتألق الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس في إبعاد الكرة تلو الآخرى، حارمًا برشلونة من مضاعفة تقدمه.
ومع توقع المتابعين بانتهاء المباراة فعليًا، بعد طرد قائد ريال مدريد سيرجيو راموس، بالدقيقة 77 بعد تدخل عنيف في حق ميسي، أجرى زيدان تبديله الأخير بإشراك خاميس رودريجيز الذي سجل بعد لحظات من نزوله هدف التعالد لريال مدريد، قبل أن يحرز ميسي، هدفه القاتل.
ولم يكن برشلونة، ينتصر بهذا الشكل، لولا وجود ميسي الذي أثبت أنه "الكل في الكل" في الفريق الكتالوني، مقابل ظهور باهت لنجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، الذي أضاع فرصة لا يهدرها مهاجم مبتدئ بالشوط الثاني، عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل (1-1).
ورافق الحظ، ريال مدريد أيضًا، في عدم تلقي لاعبه كاسيميرو، بطاقة صفراء ثانية قبل نهاية الشوط الأول.
ويتحتم الآن على ريال مدريد، الانتظار حتى مباراته المؤجلة أمام سلتا فيجو، كي يستعيد الصدارة، وينعش آماله في إحراز اللقب، خصوصًا وأن برشلونة يتصدر الدوري الآن بفارق الأهداف، والمواجهات المباشرة أيضًا.