08.03.15 12:05 | معذرة يا رسول الله.. يسيء إليك المُسلمون أكثر ما أساء إليك غيرهمرقم المشاركة : ( 1 ) |
مشرفة
إحصائيةالعضو | | العمر : 25 | عدد المساهمات : 1669 | نقاط : 101149 |
|
| موضوع: معذرة يا رسول الله.. يسيء إليك المُسلمون أكثر ما أساء إليك غيرهم معذرة يا رسول الله.. يسيء إليك المُسلمون أكثر ما أساء إليك غيرهممعذرة يا رسول الله.. يسيء إليك المُسلمون أكثر ما أساء إليك غيرهم
فجأة اكتشف مسلمو "الفيسبوك" ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي أنهم يحبّون رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعلنوا حملة للبرهان عن "محبتهم" الرسول الكريم ردا على إثر أحداث فرنسا.. وكأنّهم كانوا في غفلة عن محبة الرسول، وأحداث فرنسا نبّهتهم وأيقظتهم من غفلتهم تلك. حملات الإساءة إلى الرسول الكريم وإلى الدين الإسلامي تُقترف كلّ يوم ومنذ عهود وبأفظع الطرق والأساليب وبمختلف أشكال التعبير وبلغات عالمية عديدة، ولكن يبدو أن المُسلمين صاروا مُبرمجين إعلاميا، فإذا اهتم الإعلام بالقضية وركّز عليها، يسارع المُسلمون إلى إعلان حملات "نصرة" رسول الله، وإذا تجاهل الإعلام أحداث الإساءة فلا نجد هذه الشحنات الإيمانية التي تتفجّر في المناسبات.. فقبل حملات الإساءة "الغربية" الراهنة، كانت هناك إساءات كثيرة مع سلمان رشدي وفي الدانمرك وفي أمريكا وفي بعض الدول العربية ذاتها.. وفي كل مرة نشهد "حملة محبة للرسول" تنفجر بعض الوقت ثم تنطفئ.. وكأن "محبة" رسول الله الكريم هي رد فعل وليست ركيزة من الركائز التي يقوم عليها الإيمان الصحيح.. ثم ما معنى أن يكتب العربي المُسلم بلغة عربية أنه يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليردّ على أقوام أخرى تتحدثّ لغات أخرى ولا يصلها "الكلام الفيسبوكي" ولا تهتم به ولا بمن يقوله.. هل يحتاج المُسلم أن يقدّم برهانا لغيره من المسلمين بأنه يحبّ رسول الله.. أم أن محبة رسول الله الكريم صارت قضية للمزايدة في بورصة العواطف الدينية في الفيسبوك؟ محبّة رسول الله من ركائز الإيمان والذين يعلنون عنها كردّ فعل عليهم أن يترجموها في حياتهم، وكان أجدى أن تلتقي الجهود على مناقشة قضية: كيف نحبّ رسول الله؟. نعم، كيف نحبّ رسول الله الكريم، هي قضية كُبرى يجب أن يلتفت إليها العلماء والدعاة والمفكّرون والكتّاب وكل من يستطيع أن يقدّم رأيا صائبا، لأن ما يفتقد المُسلم المعاصر هو: كيف يحبّ الله ورسوله، وكيف يجعل القرآن هو أخلاقه، وكيف يتطهّر من الأنانية والمصلحة الشخصية ويتجنّب كل ما فيه شبهة حرام في حياته.. وأما "محبّة ردّ الفعل" فهي مجرّد كلام فايسبوكي قد يتناقض عند كثير من المسلمين مع ما يقترفونه من معاصي في حياتهم اليومية.. ووددتُ لو أن جهود الفايسبوكيين العرب تجمّعت وتقاسم الناس فيها الأدوار بينهم، فمنهم من يكتب المواضيع التي تعرّف بالدين الإسلامي الصحيح وبسيرة رسولنا الكريم وبحقوق الإنسان في الإسلام، ثم يقوم آخرون بترجمتها إلى مختلف اللغات، ثم يقوم آخرون بنشرها في مختلف المواقع وإرسالها إلى وسائل الإعلام الغربية وإلى الكتّاب والمفكرّين.. ولما لا يقوم بعضهم بشراء "ملايين البريد الإلكتروني" للأشخاص ويتكفّل آخرون بإرسال تلك الكتابات إلى مختلف شرائح المواطنين في المجتمعات الغربية.. لنتوقّف قليلا أمام مظاهر الإساءة التي يقترفها المُسلمون يوميا في حقّ الرسول الكريم:
- المُسلم الذي يقوم بشعائر دينه ولكنه يكذب ويرتشي ويزني ويرتكب المعاصي.. ألا يسيء إلى الرسول الكريم ويؤذيه؟
- المُسلم الذي يبيح لنفسه عمل كل شيء لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب غيره من المُسلمين.. ألا يسيء إلى الرسول الكريم؟
- المُسلم الذي يجافي أهله وجيرانه ويقصّر في حقوقهم.. ألا يسيء إلى الرسول الكريم؟
- المُسلم الذي يُلقي الكلام على عواهنه ولا يهتمّ إن كان كلامه يجرح أو يسيء إلى غيره.. ألا يسيء إلى الرسول الكريم؟
- المُسلم الذي يرى في نفسه أنه الأذكى والأحسن وأنه على صواب وغيره على خطأ.. ألا يسيء إلى رسول الله الكريم؟
- المُسلم الذي لا يسعى إلى مساعدة غيره من المحتاجين والضعفاء والمساكين وذوي الحاجة.. ألا يسيء إلى رسول الله الكريم؟
- المُسلم الذي يهجر القرآن الكريم ويقضي أمام الفايسبوك ساعات طويلة.. ألا يسيء إلى الرسول الكريم؟
ثم لماذا لا نفكّر في الهوان والمذلّة التي أصابت العرب والمُسلمين، وفي الأسباب التي تدفع الغير أن يتجرّأ على إسلامنا ونبيّنا؟ أليس السبب هو ابتعادنا عن ديننا وتخلّينا عن قيمنا الروحية وإتباعنا للمادة وشهوات الدنيا وعدم اكتراثنا ونحن نرتكب المعاصي وما حرّم الله؟
من يحبّ رسول الله، يجب أن يكون الرسول الكريم هو قدوته ومثاله، ويكون القرآن هو خُلقه ومنهجه في الحياة.. ومن يحبّ رسول الله عليه أن يتأكّد أولا أنه هو ذاته لم يقم بإساءة للرسول الكريم.. وأما "الكلام الفايسبوكي" الذي لا يعرف صاحبه كيف يحبّ رسوله.. فيبقى كلاما فيسبوكا ولعله هو أيضا يمثّل إساءة إلى الرسول الكريم.
|
| |