19.12.15 21:30 | قصة شتاءرقم المشاركة : ( 1 ) |
عضو vip
إحصائيةالعضو | العراق الجريح | | عدد المساهمات : 4416 | نقاط : 109970 |
|
| موضوع: قصة شتاء قصة شتاء قصة شتاء
على الرصيف انتظرتك طويلاً كانت الشوارع شاحبة كوجهي ، والأضواء خافتة كجسدي لكنني أصريت على انتظارك ، كان قلبي يخبرني أنك لن تتركني هنا أرجف من شدة البرد طويلاً ، لن تترك مدللتك كل هذه المدة في هذا الجو دون أن تمتع نظرها برؤيتك ومن ثم تدفئها بحضنك . ابتل شعري وتجمدت قدماي .. صرت أنفث أنفاسي بين أصابعي لعلي أشعر ببعض الدفء أو بالأحرى أخفف من سرعة تجمدي ! خفت أن أعود الأدراج لمنزلي فتأتي بعد رحيلي ولا تجدني . . خفت أن أخذلك أو أغضبُك ! بقيت في مكاني . . مر رجل عجوز وقال لي : " البرد قارس يا ابنتي عودي الى منزلك " ، قلت له : " لم يحن موعد عودتي بعد يا عمي .. هو لم يأت بعد " . نظر الرجل الي نظرة مليئة بالحزن والعتاب ، لم أفهمها . . ولم تهمني كثيراً عاد الي وقال : " لو كان يحبك لما جعلك تقفين في البرد لحظة" . مسكين عمي العجوز لا يعرف كم أنك تحبني .. لكنني أعرف ، أعرف أن ما أخرك هو الظروف . . الأمر فوق طاقتك أنا متأكدة .. لا بأس يا حبيبي عنادي لا زال كما هو . . لم أستمع لكلامه وبقيت أنتظرك . . جلست على حافة الرصيف بعد أن أنهكني الوقوف ، لم يكن بحوزتي مظلة .. غرقت بالماء ، وغرقت في وجع الإنتظار أكثر وأكثر ! نظرت حولي ، لم يبقى في الشارع غيري ! صرت أبكي ، اشتقت اليك كثيراً .. كانت دموعي أحن علي منك ، فهي جائت لتبعث الدفئ بوجنتي وتؤنسني في وحدتي .. مر من الوقت الكثير لكنك لم تأتِ بعد . . وعندما كاد الأمر أن يضيع مني .. رأيتك .. ها أنت! لكنك لم تكن لوحدك .. صدمت ، أنني في حين كنت أتجمد بانتظارك، كنت تحاول تدفئة يديها لكي لا تبرد ، وعندما ابتل شعري بالماء لوحدي وبلا مظلة ، كانت مظلتك فوق رأسها تحاول أن تقيها من المطر والبرد . . بينما أنا هنا أمرض لأجلك ، أنت كنت تمرض لأجلها . . لم تنظر الي حتى ، مشيت ولم تدر وجهك لي .. شعرت بالذل والإهانة ، شعرت بالغباء والحماقة ! تألمت .. أين أنت يا عمي العجوز ، حكمتك تضاهي حب صباي ومراهقتي .. صدقت يا عمي العجوز ، هو لم يحبني ولن يحبني تركني لوحدي مع الشتاء والدموع ، وسرق مني حتى كرامتي . . |
| |